التكامل بين التدريس وطريقة تدوين المعلومات
المصدر: دراسات-جامعة عمار ثليجي بالأغواط، 2019، 82، 67-81
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى تقديم لمحة عن الخريطة الذهنية وأهميتها في عملية التعليم، وكيف يمكن استخدامها في تعليم اللغة العربية خاصة، وذلك من خلال تطبيقها على نماذج من برنامج السنة الأولى ثانوي، والسؤال هل هذه الطريقة الخيار المناسب للمقاربة النصية من أجل تعليم فعّال وهادف؟
بداية قامت الكاتبة باستعراض تاريخي لتعريف مصطلح الخريطة الذهنية، واعتبرتها خيارًا مناسبًا لتدوين المعلومات من أجل استكمال عملية نجاح التعليم وتحقيق أهدافه. فهي طريقة متميزة وتعتمد على قيام المتعلم برسم كل ما يحتاجه خلال العملية التعليمية على ورقة واحدة بشكل مخطط منظم، ويحاول فيه قدر الإمكان إيجاز الكثير من الأفكار في شكل بسيط يتضمن تفريعات بخطوط مختلفة معبرة تختصر الموضوع وتسهل التذكر وترتيب الأفكار والعلاقة بينها واسترجاع المعلومات.
بعد عرض التعاريف المختلفة للخريطة الذهنية تناولت أهميتها وتطبيقاتها وذكرت على سبيل المثال بأنها تقدم نظرة شاملة للموضوع، وتجمع أكبر قدر من المعلومات في مكان واحد، وهي سهلة القراءة والتذكر، وهي ذات أهمية للمتعلم، وللمعلم، وكأداة تقويم في العملية التعليمية، فهي إبداعية خلال بنائها وتبين المفاهيم الخاطئة.
بعد ذلك استعرضت وبدقة ما نحتاجه من مواد وخطوات رسم الخرائط الذهنية وكيف يمكن استخدامها كأداة لتدوين المعلومات، وذكرت بأن طريقة تدوين المعلومات الحالية متأخرة عن مواكبة تحديث المناهج، لأنها لا تزال محافظة على شكلها الأفقي وصورتها التقليدية، وتعتبر بأن الخرائط الذهنية الخيار والبديل الأنسب، وقامت بتقديم عدة أمثلة لاستخدام الخرائط الذهنية لتعليم وحدة تعليمية في اللغة العربية من برنامج السنة الأولى ثانوي.
وفي الخاتمة لخصت ما ورد في ورقتها البحثية عن الخرائط الذهنية وأهميتها في العملية التعليمية، واعتبرتها وسيلة فعّالة في إنجاح العملية التعليمية لأنها تحفظ للمتعلم المعارف والمفاهيم بالطريقة التي تُجسد وعيه للفهم الحاصل فعليًا من الدروس، وليس مجرد نقل ما يُكتب على السبورة دون المشاركة فيه، فهي أداة إبداع وتحفيز لخيال المتعلم وتعمل على الاستفادة من جميع قدارات العقل البشري بشقيه الأيمن والأيسر، ومع ذلك أظهرت الباحثة خيبة أملها لعدم تطبيق هذه الأفكار حول الخرائط الذهنية سواء كطريقة تدوين المعلومات أو كطريقة تعليم على أرض الواقع لحد هذه الساعة في المدارس الجزائرية، لأن تطبيقها يحتاج إلى تدريب المعلم والأستاذ أولًا، وهذا ما لم يتحقق بعد.