الاندماج في التعلّم عن بعد
المصدر: موقع تعليم جديد، 2020
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى التقريب بين نوعي التعليم (التقليدي وعن بعد) في أذهان المعلّمين؛ ليقوموا بالانتقال السلس في حال استمر وضع جائحة كورونا للعام الدراسي القادم 2020/2021 م، بل ويزعم الباحث بأن المعلمين سيستفيدون من هذه الفترة والإمكانات العديدة التي فرضها التعليم عن بُعد في التعليم عن قرب حين تعود الحياة لسالف عهدها.
ولتحقيق أهداف هذه الورقة اختار الباحث طرح مجموعة من التساؤلات ذات الصلة بالمثلث التعليمي، أي المعلم والمتعلم والأسرة، وهذه التساؤلات تهم جميع الأطراف ومترابطة بعضها ببعض، بل وتتشارك في نفس الإجابة، وهي: كيف يعزز المعلمون المتعلم عن بعد أو التعلم في ظل أزمة كوفيد 19؟ وكيف يندمج الطلبة في التعلم عن بعد (يتعلمون ويستمتعون)؟ وكيف يصبح التعلم عن بعد ذا جدوى من وجهة نظر الأهل؟
يعتقد الكاتب بأن الأجابة على هذه التساؤلات ذات صلة وثيقة بأزواج المصطلحات الأتية: التعليم والتعلم، الكم والكيف، والموضوع والمفهوم، ويتوصل بأن الإجابة على التساؤلات التي سبقت هي من خلال تركيز عملية التعلم النوعية على المفهوم وليس على الموضوع، وهذا ما يجعل الطالب أكثر ارتباطًا بعملية التعلّم، وسيكون التعلّم حيويًا من ناحية وممتعًا من ناحية أخرى وخاصة حين يتبحّر المتعلّم في الثقافات الأخرى، ويعرف كيف يفيد من حوله بما يتعلّمه، والتعلّم عن بعد يتيح كل ذلك بل يجعل المتعلّم يندمج أكثر في التعلّم، ذلك التعلّم الذي يحترم عقله ومهاراته الفكرية، وينطبق ذلك على الأهل الذين يلمسون تعلّم أبنائهم ذاتيًا وقد يتعلّمون معهم، وعليه يأتي تشجيع من المتعلم على الاستمرار.
ويختتم المؤلف برجاء بأن يكون هذا التصور مستوفيا لكيفية جعل التعلّم عن بعد تعلّما قصديا ومعزّزا وهادفا ومشعرا للأهل بأهمية التعلّم، ويوفّـر تعلّما بديلا نوعيا في ظل الظروف التي نعيشها اليوم، والتي يمكن جعلها فرصة للمدارس بزيادة أدوات المعلّم واستراتيجياته وفتح آفاق تعلّمية جديدة صالحة للتعلّم، وأن يتحمل الطلبة مسؤولية تعلّمهم وحبّ التعلّم وأهمية البحث والتقصي وإدارة الذات والتواصل كمهارات حياتية مهمة، كما يشكل التعلّم عن بعد فرصة كبيرة للأهل الذين يقتربون بشكل أكبر من تعلّم أبنائهم من ناحية ومواكبة التطور التكنولوجي من ناحية أخرى.