البوابة الدولية لإعداد المعلمين

المصدر: دراسات - العلوم التربوية، 2020، 47(2)، 180-191

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

هدفت الدراسة الحالية إلى استقصاء مدى تأثر رسوم الأطفال بالبيئة التي يعيشون فيها، وتعبيراتهم الداخلية للأشياء والظواهر والأحداث المحيطة باعتبارها أحداثًا مستقلة عن الاستخدام الفعلي للحواس، ولتحقيق ذلك قام الباحثان بإجراء هذه الدراسة في روضة المدرسة النموذجية في جامعة اليرموك في مدينة إربد الأردنية، وطبقت الدراسة خلال العام الدراسي 2017/2018 م.
اعتمد الباحثان في هذه الدراسة منهج البحث النوعي، حيث قدم فيه الباحثان فهمًا متعمقًا وتفسيرًا شاملًا لمجال الصورة الذهنية والعالم المحيط في رسوم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة؛ واعتمدت الدراسة على اللقاء المباشر مع الأطفال وتحليل رسوماتهم. وتمثلت عينة الدراسة ب (12) طفلًا وطفلة، وتم تنفيذ المشروع خلال ستة أسابيع وبمعدل ساعتين كل أسبوع، وفي هذه الفترة تم تحليل (9) رسومات لمجموعة من أطفال العينة.
بعد تحليل الرسومات تبين للباحثين بأن رسومات الأطفال في المرحلة العمرية من 4-5 سنوات كانت متأثرة بشكل كبير بالبيئة التي يعيشون فيها، وظهر ذلك من خلال التعبيرات المختلفة التي بينها الأطفال في رسومهم، وكانت رسومهم متنوعة، وتميزت بخاصية المكان الذي يعيش فيه الطفل، وكمثال: رسم أحد الأطفال أشكال المنطقة الريفية، واهتم طفل آخر برسم السيارات فقط، وتكررت بعض الأشكال أكثر من غيرها، مما يعني بأن للأطفال أشياء يعرفونها بشكل جيد ويستطيعون تمثيلها صوريًا بطريقة سهلة كالبيت، والنافذة، والشمس، والزهرة، والكتاب، والكرة. كما وفضل الأطفال رسم أشكال مألوفة كانوا قد رسموها سابقًا، وأخيرًا تبين بأن بعض الأشكال في رسوم الأطفال لا يمكن معرفتها من غير أن يشرحها الطفل.
وفي ضوء نتائج الدراسة قدم الباحثان العديد من التوصيات والمقترحات، ومنها:
1. إجراء المزيد من الدراسات حول موضوع الصورة الذهنية في رسوم الأطفال في مرحلة رياض الأطفال.
2. العمل على تطوير مقاييس لرسوم الأطفال في السياقات المختلفة والعمل على صدقها وثباتها عبر إجراء الدراسات المقارنة.
3. تعزيز الوعي الاجتماعي بأهمية رسوم الأطفال باعتبارها انعكاسًا لشخصياتهم.
4. يعتبر موضوع الصورة الذهنية من المواضيع الهامة والتي يجب التركيز عليها في الدراسات المستقبلية في مجال التربية الفنية.