التجليات الفنية والقيم التعليمية والتربوية في أدب الأطفال
المصدر: مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية، 2020، 19، 42-53
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى تسليط الضوء على قضية مهمّة من قضايا الأطفال وهي أدب الطفل بمختلف أشكاله وتجلياته الفنية، ومحاولة لاستقصاء أهم القيم التعليمية والتربوية التي تبعثها الدراما والمسرح المدرسي إضافة إلى القصص والحكايا وأهم النشاطات الثقافية التي تساعد في رفع مستوى التفكير لدى الطفل.
ولتحقيق أهداف البحث الحالي تناول الكاتب بداية مضمون مصطلح أدب الطفل من خلال طرح التساؤلات: هل هو الأدب الذي يكتُبه الأطفال؟ أم هو الأدب الذي يُكتَب عنهم؟ أم هو الأدب الذي يُكتب للأطفال؟ ليصل إلى أن أدب الأطفال هو شكل من أشكال الكتابة الدرامية الخاضعة لمعايير وقواعد ومناهج محددة سواء ما يتصل في لغتها وأسلوبها وتوافقها مع تفكير الطفل، ويتجلى أدب الطفل بعدة أشكال ومنها الأدب القصصي والأدب المسرحي والأدب الشعري والغنائي، وعليه فأدب الطفل هو كل ما اتصل بالنصوص الأدبية التي كُتبت خصيصًا للأطفال من خلال احترامها لسنهم وتفكيرهم ومستواهم العقلي ومن أجل تمرير غايات هادفة ونبيلة لهم.
وبناء على ذلك يجب على كاتب أدب الأطفال الدراية الدقيقة في الأفكار والطروحات ومدى ملائمتها لمراحل نمو الطفل، وبأن تمتاز بالخصائص الفنية لأدب الأطفال بحيث تكون مُختصرة وتُعرض بإيجاز، وواضحة وبأسلوب مناسب وجميل، وفيها تحديد الغايات والأهداف المرجوة منها.
وأما الأشكال الفنية لأدب الأطفال فيمكن أن تكون شعرًا للقراءة أو مُغنى، أو قصة بكل ما تحويه من مكوناتها الأدبية: الفكرة، والحبكة، والشخصيات، والزمن والمكان؛ أو مسرحية؛ ومن أنواع مسرح الطفل أتى الكاتب على ذكر كل من: المسرح الإرتجالي، ومسرح العرائس، وخيال الظل.
واختصر الكاتب ورقته بكلمات تُفيد بما يعني بأنه يمكن القول بأن أدب الأطفال يرسم معالم الطريق لتأصيل القيم المُترسخة في وجدان الشعوب، ويُساعد على توكيد العادات السلوكية السليمة التي يقبلها الشخص المستقيم والذي يسعى للوصول لأسمى درجات الرقي والتطور، ولنقل التقاليد السامية من جيل إلى جيل.
واختتم الكاتب ورقته بأن أدب الأطفال هو المستقبل الذي يحمي هوية الأمة من التيه والضياع في براثن الجهل ذات الفروع المتشعبة؛ وهو الأدب الذي يرفع مستوى الناشئة والصغار بكل مراحلهم وعلى كافة الأصعدة: العلمية والمعرفية؛ الأخلاقية والتربوية؛
النفسية والجسدية؛ بل هو الوسيلة الفعّالة لضمان تنمية قدراتهم وتطوير إنسانيتهم التي تُملي عليهم بعد ذلك فِعل كل ما هو محمود وتجنب كل ما هو مذموم.