أخلاقيات مهنة التعليم عند الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام"
المصدر: مجلة العلوم التربوية والنفسية، 2021، 143، 234-276
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى عرض أخلاقيات التعليم عند الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام"، فتُراث أهل البيت (عليهم السلام) مدرسة جامعة لشتى فروع المعرفة الإنسانية، وقد قدّم هذا التراث المعرفي الأجوبة والحلول على مدى القرون المتتالية لمشاكل الإنسان والحياة في مختلف المجالات، ومن أهمها وفي مُقدمتها المنهج التربوي التعليمي.
ولتحقيق أهداف الورقة البحثية تم تقسيم البحث إلى مجموعة مباحث، وقد سبق ذلك تمهيد تم فيه تعريف المفاهيم ذات الصلة بالبحث لغة واصطلاحًا؛ مثل: المهنة، والأخلاق، والتعليم، وأخلاقيات مهنة التعليم.
بعد تعريف المصطلحات جاء المبحث الأول والذي تناول فيه الكاتب حياة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولقد سارت حياته (كرّم الله وجهه) على وفق المبادئ التي أرساها الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في العلم من خلال الحث على التعلم والتعليم وإعداد المعلمين واختيارهم، فكان الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) معلمه الذي أخذ عنه وسار على نهجه وهديه.
وفي المبحث الثاني تم عرض الجانب التربوي وملامح الفكر التربوي عند الإمام علي (رضي الله عنه)، من خلال مفهوم التربية الإسلامية ومميزاتها، مثل العناية بتعليم الفرد وتربيته وثقافته، وبالجانب التطبيقي العملي، وبإلزامية التعليم، وتكافؤ الفرص في التعليم للجميع، والجانب الاجتماعي. وكان من أهم ملامح الفكر التربوي عند الإمام علي كل من: البُعد العقلي، والبُعد الفطري، والبُعد العاطفي، والبُعد الاجتماعي.
وفي المبحث الثالث والأخير تم التركيز على أخلاقيات مهنة التعليم عند الإمام علي (عليه السلام)، مثل: مسؤوليات التعليم كنقل التراث والعمل على التغيير الاجتماعي، وأما في باب أخلاقيات مهنة التعليم فقد ذكر النيّة في التعلم وبذل العلم، واختيار المعلم الصالح، وآداب المعلم، وآداب المتعلم.
وفي ضوء نتائج الدراسة قدم الباحث العديد من مواصفات أخلاقيات مهنة التعليم عند الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام"، ومنها:
1. حرص الإمام علي (عليه السلام) أن يوثق الصلة بين الدنيا والآخرة، وعلى السير وفق مبادئ معلمه (صلى الله عليه وسلم).
2. أكد الإمام علي (عليه السلام) على الصدق في القول والعمل والتواضع، ويجب على المعلمين الالتزام بهذا الخلق وأن يتحلوا به في معاملتهم للمتعلمين.