مستقبل التعليم الجامعي: قاتم أم مشرق
المصدر: المجلة الفلسطينية للتعليم المفتوح، 2015، 5، 9، 123-133
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
يهدف المقال إلى الإجابة عن السؤال: ما مستقبل التعليم الجامعي على وجه التأكيد؟
تشهد السنوات الأخيرة العديد من القضايا التي تؤثر على التعليم والتعلم في الجامعة، ومن أهمها انفجار التكنولوجيا التي زادت وسهلت توافر المعلومات في كل حقل علمي، وعليه تغير دور المعلم، وطريقة التدريس، والتحول من التركيز على التعليم إلى التركيز على خلق التعلم. ومن الضغوط الأخرى على الجامعات طلبات أرباب العمل المستمرة لخريجين يمتلكون مزيدًا من المهارات التوظيفية، فضلًا عن طلبات متزايدة من قبل الحكومات والطلبة وأولياء الأمور لمزيد من مساءلة الجامعات.
يمكن القول إن واحدة من القضايا الأكثر إثارة للجدل في التعليم الجامعي هو الاستخدام المتزايد للعديد من تقنيات الوسائط المتعددة للتعليم والتعلم في الصفوف الدراسية وعلى الإنترنت، والتي جعلت التعليم متاحًا في أي مكان وزمان، وهذا ما أثار التساؤل حول مدى ملاءمة الجامعة التقليدية ونظامها.
وعلى الرغم مما تم التوصل اليه ويدعيه البحث العلمي، وعلى الرغم من النوايا الطيبة للعديد من المعلمين المتميزين الذين يهتمون اهتماماً كبيراً بطلبتهم، ما زالت الممارسات السائدة في التعليم العالي تعكس النهج التقليدي في التدريس!
وفي رؤيا أكثر تفاؤلًا سيكون الغرض الأسمى للتعليم الجامعي في المستقبل إحداث فرق كبير في العالم. فهو سيعمل على ضمان أن يكون كل من يتلقى التعليم الجامعي مواطناً مسؤولًا في العالم، ويسهم في جعل العالم مكاناً أفضل. ولتحقيق هذه الرؤية، سيكون هناك توظيف أكبر لطرق التعليم والتعلم تعتمد محورية الطالب ومنهجية متعددة الجوانب تستخدم بيداغوجيات أو طرائق تدريس مبتكرة، بما في ذلك مجموعة من الطرق التعلمية النشطة والتعاونية التي ينخرط فيها الطلبة بشكل هادف وآمن، وتوفر أيضًا بيئات تعلم آمنة وشاملة تتيح لجميع الطلبة فرصًا متساوية لتحقيق النجاح، بغض النظر عن هوياتهم الاجتماعية.