كيف ندرس في القرن الواحد والعشرين؟ بعض التوجيهات من أجل مدرسة الجودة
المصدر: مجلة رؤى تربوية – فلسطين، 2015، 48-49، 115-126
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
تهدف هذه الورقة إلى رسم ملامح مدرسي المستقبل في مدرسة الجودة، وذلك من خلال بسط بعض الأفكار حول تطور المجتمع وتأثيره على الأنظمة التربوية. فالمدرسون ليسوا حرفيين يشتغلون لحسابهم، بل يخدمون تنظيمات وسياسات تربوية، تستجيب لتطورات ومشاريع المجتمع. أي، لا يمكننا التفكير في مهنة وكفايات المدرسين إلا بالاعتماد على فرضيات حول تطور الأنظمة الاجتماعية.
لتحقيق أهداف هذه الورقة يفتتح الكاتب مقالته بالمحور الأساسي الأول تحت عنوان رهانات الجمعنة: والتهيؤ لمواجهة تناقضات الحياة الجماعية ويذكر بتوسع معين ست منها وهي: المواطنة الكونية والهوية المحلية، العولمة الاقتصادية والانغلاق السياسي، التكنولوجيا والنزعة الإنسية، العقلانية والتعصب، الفردانية والثقافة الجماهيرية وأخرها الديمقراطية والكليانية. وهنا يطرح السؤال: ما الذي يمكن للأنظمة التربوية وللمدرسين القيام به أمام كل هذه المعطيات؟ وكجواب حسب رأيه، بأنها ستفضل نموذجًا للمدرس له المواصفات التالية: شخص موثوق به، وسيط بين الثقافات، منشط لجماعة تربوية، ضامن للقانون، منظم لحياة ديمقراطية، ناقل للثقافة، مثَقِف، منظم لبيداغوجيا بنائية، ضامن لمعنى المعارف، مبتكر لوضعيات التعلم، مدبر للتنافر ومنظم لعمليات ومسارات التكوين.
في هذا الباب يتناول الكاتب المحور الأساسي الثاني تحت عنوان رهانات التكوين: والتهيئ لمواجهة تعقد العالم، ومن منطلق أن المعارف ليست في حد ذاتها سوى شروط ضرورية للكفاية، يتناول بشيء من التفصيل رهانات المعرفة والمدرس كمنمي لهذه الكفايات.
هنا وتحت عنوان رئيس حول جودة العمل وتكوين المدرسين يستعرض مواصفات مهنة التدريس الملائمة للمستجدات، ويستعرض مؤشرات الجودة وتحليل العمل، ومعايير التكوين على الجودة ويتطرق بتوسع لمسألة تكوين المدرسين.
يعتقد المؤلف بأنه لا يمكن إنجاز هذه التحولات إلا إذا عمل المهنيون والسلطات المدرسية على صياغة مطالب متينة وتم الوثوق في الجامعات وفي قدرتها على التطور وعلى التوفيق المثمر بين مهامها التقليدية ومهام التكوين المهني. وبحسب رأيه يقتضي لكل ذلك، أجهزة تفاوض دائمة وحيوية لتوقيع عقود الشراكة وتفعيل آليات التقييم المرحلية والتنظيمية.