الآراء التربوية للأمام القرطبي من كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله وتطبيقاتها

من قسم:
النظريّات والأبحاث في التربية
منشور:
فبراير 2015
2015

المصدر: دراسات فى التعليم الجامعى –مصر، 2015، 29، 181-223

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة الفكر التربوي عند الإمام ابن عبد البر القرطبي من خلال كتابه "جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله"، وإبراز النظرية التربوية المستخلصة من هذا الكتاب، ورصد التطبيقات التربوية التي ذكرها القرطبي، وتوضيح كيفية الاستفادة من التطبيقات التربوية التي أشار إليها القرطبي في ميدان التربية والتعليم في الواقع المعاصر.

لتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي من خلال الجمع المتأني الدقيق للمعلومات والحقائق التي تتناول نظرية التعلم الشرطي التي أشار إليها العالم ابن عبد البر القرطبي ومن ثم تحليل مفهومها ومحتواها وأهدافها وخصائصها وكيفية تفعيلها.

بداية تم تعريف مصطلحات الدراسة، ثم قدم عرض للدراسات السابقة فوجد أنها لم تتناول الجانب التربوي عند القرطبي، وهذا ما ستحاول الباحثة إضافته.

في هذا البحث تناولت الكاتبة الأراء التربوية للقرطبي من كتابه من خلال التطرق للمحاور الآتية: ترجمة المؤلف وتشمل: اسمه، ولادته، ونشأته، والعلماء الذين سمع عنهم الحديث، العلماء الذين حدثوا عنه حديث الرسول "صلعم"، إجازته من أهل العلم، وماذا قال عنه العلماء، ظاهريته في البداية، وعلاقته بابن حزم، وفاته ومصنفاته.

وفي المحور التالي يتناول كتاب "جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله" وتطبيقاتها فيصف الكتاب أولًا، وخطبة الكتاب ثانيًا، وأهم الآراء التربوية التي أشار إليها القرطبي في الباب الثالث، ومنها: مبدأ وجوب إخلاص النية لله عزّ وجلّ، ومبدأ أهمية التعليم وتحريم كتمان العلم، ومبدأ وجوب طلب العلم، ومبدأ العمل بالعلم، ومبدأ الفطرة، ومبدأ الإخلاص لله في طلب العلم وإرادة الخير به، والتعليم المجاني، ومبدأ نشر العلم وتبليغه، ومبدأ الأمانة العلمية والصدق في نقل العلم وإصلاح اللحن والخطأ، وآداب طلب العلم، والإشارة إلى وجوب التمثل بالأخلاق الفاضلة للعالم المعلم، وتقسيم العلوم إلى أنواع أي ما يسمى المناهج، والتشديد على الحفظ، ومعارضة ما يكتب لمراجعته أكثر من مرة مخافة السقط أو الخطأ، والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وعدم الإنزال من شأن الصغار او تسفيه وتهميش رأيهم، وإن زيادة العلم الابتغاء، ودرك العلم السؤال، وذكر منازل العلم وهي النية ثم الإنصات ثم الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر.

 وفي الباب الرابع تناول نظرية التعلم الشرطي حيث قال: "إن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدًا إذا كان على التدرج شيئًا فشيئا، وقليلًا قليلا"، ويفهم من هذا القول كما أشار العلماء إلى أن تكوين رباط شرطي من الدرجة الثالثة أصعب من تكوينه من الدرجة الثانية، وهو بدوره أصعب من رباط الدرجة الأولى، لذا وجب على المعلم ألا يقدم لتلاميذه خبرة تعليمية جديدة قبل أن يتأكد من استيعابهم للخبرات السابقة، والتي أصبحت حديثًا من أهم النظريات الحديثة في التربية.

وفي الباب الخامس بحث أهم التطبيقات التربوية للإمام ومنها: كلما تعقدت الخبرة التعليمية المراد تعليمها كلما تطلبت جهدًا أكبر من المعلم، وكلما حذفت العوامل المشتتة لانتباه التلاميذ أثناء الدرس كلما ساهم ذلك في تسهيل عملية التعلم، ومن أهم الأعمال التربوية التي يجب أن يمارسها المعلم التفنن في الإلقاء، تقديم التعزيز للإجابات الصحيحة، ومراعاة الجوانب النفسية والتربوية للمتعلم وبيئته، وتجنب إحراج المتعلم، والعناية بتعليم المرأة، والتوجيه للتخصص المناسب، ومناداة المتعلم بأجمل أسمائه. ومن ثم لخصت البحث بأن الوسائل التربوية والتعليمية التي استخدمها الرسول "صلعم" في تعليم أصحابه والناس كافة، نماذج رائدة، وتفي بالغرض، وهي تشكل ذخيرة تربوية قيمة لنا اليوم.

ومن النتائج التي توصلت اليها الدراسة نذكر:

  1. أسبقية الفكر التربوي لدى الأمم السابقة، إلا أنه في الإسلام له طابع خاص
  2. تميز العلماء المسلمون بالوعي التربوي في طلب العلم.
  3. كان للقرطبي وعلماء التربية المسلمين الأسبقية في وضع حجر الأساس لجملة من علو التربية الحديثة.
  4. لكل متعلم من التلاميذ طريقة خاصة للتعامل بها معه.

وبناء على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج هنالك العديد من التوصيات ومنها:

  1. بحث التراث الإسلامي للوقوف على سمات الفكر التربوي عند علماء المسلمين.
  2. عقد مقارنة بين علماء التربية الإسلامية والآراء التربوية وتطبيقاتها في الواقع المعاصر.
  3. ضرورة البحث واستخراج الكنوز الثمينة للآراء والتطبيقات التربوية لأعلام الفكر التربوي الإسلامي عبر العصور المختلفة.

التحديث: ديسمبر 2017
الكلمات المفتاحية:
نظريات تربوية | نظرية التعلم الشرطية | القرطبي أحمد بن عمر بن ابراهيم | تربية إسلامية