فحص وتقييم النجاعة والفاعلية بتدريس العلوم: الصّوت والاتّصال من منظور علميّ – تكنولوجيّ

من قسم:
طرق التدريس
منشور:
مارس 2016
2016

عواد نايف- محاضر في كلية سخنين لتأهيل المعلمين، ومدير مركز المحاكاه.
 

لا زالت التّحديات التي تواجه تدريس العلوم والتّكنولوجيا في المراحل الإعداديّة كبيرة، أهمّها كيفيّة:

  1. الدّمج بين العلوم Science، التّكنولوجيا Technology، الهندسة Engineering، والرّياضيّات Mathematics – أي ما يعرف ب-STEM.
  2. استنباط المواضيع العلميّة والتّكنولوجيّة من واقع الطّالب وربطها بحياته اليوميّة.
  3. تطبيق أنماط واستراتيجيّات تعلّم يكون الطّالب من خلالها في مركز العملية التعليميّة؛ كالتّعلّم من خلال حلّ المشكلات والعمل على المشاريع PBL)) Problem/Project based learning.
  4. استخدام الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات بشكل فعّال لتسهيل دراسة العلوم وفهمها.

وعليه، بات من الملحّ تطوير برامج وبيئات تعليميّة جديدة توفّق بين المبادئ الأربعة أعلاه وتعمل على جسر الهوّة بين الموجود والمنشود.

برنامج "الأمواج، الصّوت ومنظومات الاتّصال":

هو برنامج جديد تمّ تطويره على يد مجموعة باحثين من قسم تدريس العلوم في جامعة بن غوريون. يشمل البرنامج 15 لقاءً اسبوعيّا (لمدّة ساعتين تعليميّتين). يهدف البرنامج الى إكساب الطالب فهما عميقا لمصطلحات علميّة وتكنولوجيّة من مجال الصّوت والاتّصال، مثل: موجة، تردّد، زمن دورة، طول موجة، سرعة تقدّم الموجة، الميكروفون، السمّاعة، مكبّر الصّوت، التّحويل من الصّوت التناظريّ إلى الصّوت الرّقميّ، ضغط بيانات الصّوت وغيرها.

يعتمد البرنامج على الدّمج بين أساليب وطرائق تدريس مختلفة مثل المحاضرة (الطريقة الإلقائيّة)، إجراء تجارب عمليّة، استخدام برمجيّات محوسبة كالمحاكاة (Simulation) وتطبيقات خاصّة بمجال الصّوت(Audacity) ، إضافةإلى العمل على مشاريع تكنولوجيّة وأخرى نظريّة.

تم تطبيق وتفعيل البرنامج في مؤسسات وأطر تربوية عديدة ومختلفة, وقد أجريت حوله الدراسة التالية.

البحث:  

هدفت الدّراسة إلى فحص مدى قدرة الطلاب على تعلّم مواضيع علميّة – تكنولوجيّة متقدّمة في جيل مبكر، والكشف عن العوامل التي من شأنها أن تؤثّر على تحصيلهم ودافعيّتهم؛ أي الرغبة أو الميل لدراسة العلوم، والمقدرة على تعلّم مواضيع جديدة بشكل ذاتيّ. الدراسة تمت على مرحلتين: دراسةاسترشادية ((Pilot study ودراسة موسعة (Main study). نتائج الدراسة الاسترشادية تم نشرها بالمجلة العلمية Creative education (انظر المصدر).

المقالة الحالية تتمركز حول الدراسة الموسعة والتي شارك بها 120 طالبا من صفوف السّابعة من بلدات عربيّة مختلفة في شمال البلاد، حيث تعلّم الطلاب في ساعات ما بعد الدّوام الدراسيّ وأيام العطلة الأسبوعيّة.

اعتمد البحث أسلوب الدّمج بين البحث الكميّ والكيفيّ، إذ اشتملت أدوات البحث الكميّ على: اختبار تحصيليّ نصف مرحليّ، اختبار تحصيليّ نهائي، تقييم للمشاريع النهائيّة، واستبيان قبلي - بعدي لفحص دافعيّة التعلّم. أمّا أدوات البحث الكيفيّ فقد تضمّنت: تدوين المشاهدات الصّفيّة وتوثيقها في يوميّات الباحث، إضافة إلى مقابلات عميقة مع الطلاب. ومن الجدير ذكره أنّ أدوات البحث جميعها خضعت لامتحانات الصّدق والثّبات المختلفة. 

أشارت نتائج البحث إلى صعوبات وتحدّيات في دراسة الموضوع في المراحل الأولى (المبكّرة) خاصّة بما يتعلّق بالأفكار المسبقة الخاطئة بموضوع الصّوت، واستخدام مبادئ وأسس بسيطة في الرّياضيّات وإمكانيّة تطبيقها في مجال المضامين الفيزيائيّة. كما أشارت إلى أنّ الطلاب تمكّنوا بشكل تدريجيّ، وعلى مراحل، من التّغلّب على الصّعوبات، حيث أظهرت نتائج اختبار التّحصيل النّهائيّ تمكّنهم من المضامين بمستوى المفاهيم (المدركات). هذا إضافة إلى نجاح معظمهم في تطوير مشاريع بحثيّة نظريّة والقيام بعرضها أمام الطّلاب والأهل.

أمّا فيما يتعلّق بمواقف الطّلاب من دراسة العلوم فقد بيّنت الدّراسة رغبة عالية لدى الطلاب لتعلّم موضوع الصّوت في معظم مراحل البرنامج، مع التّفاوت البسيط بين المراحل المختلفة. كذلك وُجدت فروق ذات دلالة إحصائيّة بمستوى الدّلالة (0.05) بين المعدّلات الحسابيّة لمقدرة الطّلاب على التّعلم الذّاتيّ قبل الدّورة وبعدها، وذلك لصالح القياس البعديّ.

وقد يكون أهمّ ما توصلت إليه الدّراسة هو أنّ الدّمج المرن والمتكرّر بين أساليب التّدريس المختلفة كالتّدريس الإلقائيّ، إجراء التّجارب العمليّة، استخدام البرمجيّات والتطبيقات المحوسبة واعتماد التعلّم من خلال المشاريع يشكّل أحد العوامل المركزيّة لنجاح الطّلاب في دراسة موضوع علميّ – تكنولوجيّ متقدّم.        

المراجع:

Awad, N., & Barak, M. (January 01, 2014). Sound, Waves and Communication: Students' Achievements and Motivation in Learning a STEM-Oriented Program.Creative Education, 5, 23, 1959-1968.


التحديث: يونيو 2021
الكلمات المفتاحية:
صوت | طرق التدريس | تكنولوجيا | اتصال | تدريس العلوم