التحديات التكنولوجية أمام جهاز التعليم المحلي

من قسم:
تكنولوجيا وحوسبة
منشور:
يونيو 2016
2016

الطيبي مؤنس هاني- محاضر في كلية القاسمي الاكاديمية، علم الحاسوب
 

مما لا شك فيه أن التطورات التكنولوجية المحيطة بنا تؤثر على نمط حياتنا وطريقة تعاطينا مع الأمور وتواصلنا مع بعضنا البعض. فهذه التكنولوجيا الرقمية الحديثة من برمجيات وأجهزة اتصال محوسبة، المعروفة اصطلاحا بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT: Information and Communication Technology)، لم تترك مجالا إلا وقد دخلته وأحدثت فيه تحولات كبرى وذلك خلال فترة وجيزة جدا. فخلال عقود قليلة أحدثت التكنولوجيا قفزات هائلة في طريقة العمل، الاتصال، التنقل والتعلم وغيرها من مجالات الحياة. وقد أصبح الحديث عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتأثيراتها ودورها في إحداث التغيير في حياة الأفراد والمجتمعات من أهم الموضوعات على الساحة.

إن أحد الأهداف الهامة والمركزية للمؤسسة التعليمية في هذا القرن بالذات هي جعل الطالب قادر على البحث والاكتشاف، الابتكار والاختراع والابداع وتمكينه من التفاعل إيجابيا مع العالم الذي يحيطه لكي لا يبقى مجرد مستهلك للمعلومات بل يصبح أيضا منتج لها وبهذا مشارك فعال في بناء مجتمع المعرفة. ومن أجل حدوث ذلك ينبغي تبني العديد من مسارات العمل وطرق التدريس الحديثة المبنية كذلك على دمج التكنولوجيا بطريقة سليمة في العملية التعليمية والتي من شأنها أن تساهم في تحسين قدرات الطلاب التعليمية وتمكينهم من المهارات المعروفة بمهارات القرن الواحد والعشرين ومن بينها التفكير الناقد، مهارات حل المشكلات ومهارات المشاركة والتعاون. من هنا فإن هذا المقال يعرض أهم تحديات التكنولوجيا بالنسبة إلى المؤسسة التعليمية المحلية ويفحص استعدادية المدارس والمؤسسات التربوية لدمج التكنولوجيا في السيرورة التعليمية.

  • السياسة والاستراتيجية لدمج التكنولوجيا في البيئة التعليمية: من المهم أن تكون لدى المؤسسات التعليمية والتربوية سياسة واضحة واستراتيجية واقعية بخصوص دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية. هذا الأمر يتطلب بالطبع وضع خطط عملية تأخذ بالحسبان مجموعة من النواحي منها التنظيمية، الادارية، البيئية، الفكرية، المادية والاجتماعية والتي من المفروض أن تنسج مع بعضها البعض لكي تكون عملية دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية ناجحة ومثمرة.
  • مدى جاهزية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: تفتقر غالبية المؤسسات التعليمية من مدارس ومراكز تدريب للمعلمين للبنية التحتية المتطورة والمتكاملة (مختبرات حاسوب حديثة، طابعات، حواسيب نقالة، إنترنت سريع ومتواصل، برمجيات حديثة...) لتقديم خدمات التعليم والتعلم التي تليق بالتقدم العلمي والتطور التكنولوجي الراهن. حيث تعد هذه الجاهزية عنصر مهم يساهم في تشجيع طاقم المدرسة وطلابها على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية.
  • تعديل المنهاج التعليمي وأساليب التدريس: مع التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي يجب أن تتطور مناهج التعليم واستراتيجيات التدريس لكي تتناسب مع متطلبات القرن الـ 21. المعلومات موجودة اليوم بكميات هائلة وبأشكال مختلفة على الإنترنت ويمكن الوصول إليها في أي وقت ومن كل مكان. من هنا ينبغي الاعتماد على نماذج بيداغوجية حديثة تُعلم الطالب كيف يتعلم وكيف يصل للمعلومات المهمة من أجل حل المشكلة التي يتعامل معها (مهارات البحث، الاستكشاف، التقييم، التصنيف، التحليل ومهارات تفكير عليا...) وكيف يتشارك مع الأخرين بالمعلومات والمعرفة التي لديه. ولتحقيق ذلك يجب دمج استخدام تكنولوجيا المعلومات في المنهاج الدراسي بشكل واضح ومدروس وبالاعتماد على أساليب تدريس مناسبة. كنتيجة لتطبيق ذلك يمكن أن نساهم في تطوير طالب مستقل يستطيع ان يتحمل المسؤولية عن تعليمه وتحويله من مستهلك الى منتج للمعلومات والمعرفة.  
  • رفع المستوى الأدائي للمعلم: يفترض أن يتدرب المعلم على استخدام ودمج الأدوات التكنولوجية الحديثة وأن يتم تحفيزه على تنمية هذه المهارات باستمرار. ولكي يتمكن المعلم من تطوير المهارات العملية ومهارات القرن الـ 21 لدى طلابه باستخدام أدوات تكنولوجية يجب ان يكون متمرس ومتقن باستخدام هذه الأدوات ومسلح بطرق تدريس وبيداغوجيا مناسبة تساهم في هذا المجال. فدور المعلم تغير منذ فترة وأصبح دوره الموجه والمرشد الذي يفتح المجال أمام الطالب للمشاركة بحرية أكبر ويشجعه على تفجير طاقاته وقدراته وبناء شخصيته، حيث تدعم التكنولوجيا في تطوير هذا الدور. كذلك من المهم أن يدرك المدرس بأن استخدام التكنولوجيا ليس الغاية وانما الوسيلة من أجل الوصول إلى الأهداف التعليمية وأن يتعامل معها وفق هذا المبدأ.
  • تأسيس بوابات تعليمية إلكترونية: لدعم عملية دمج التكنولوجيا في التعليم والتعّلم يفترض إقامة وتطوير مجمعات معلومات متخصصة وفي شتى المواضيع تضم على سبيل المثال فيديوهات تعليمية، كتب رقمية، مهام محوسبة، تطبيقات وألعاب تعليمية والتي من شأنها أن تشجع الطاقم والطلاب على استخدامها خلال عملية التعليم والتعّلم.

تعتبر هذه النقاط المطروحة أعلاه بعض من التحديات الموجودة أمام جهاز التعليم المحلي فيما يخص دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السيرورة التعليمية ولم يكن الهدف من وراء المقال حصرها كلها وانما فقط الاشارة إلى أهمها.


التحديث: يونيو 2021
الكلمات المفتاحية:
تحديات تكنولوجية | مجتمع المعرفة | تعليم محلي