طرق تدريس الحاسب: الواقع و المأمول
المصدر: المعرفة (وزارة التربية والتعليم السعودية) – السعودية، 2016، 245، 140-143
لتحقيق تحسين في المناهج الدراسية وطرق التدريس وعمليات التقويم يجب المرور بتحولات تطويرية في منهج الحاسب وتقنية المعلومات للمرحلتين المتوسطة والثانوية، تتمثل بكل من أدوار المعلّم وأدوار المتعلّم والمحتوى الدراسي، وربطه بالواقع التكنولوجي واستراتيجيات التعليم والتعلّم وطرق التّدريس، وكذلك تحولات مرتبطة بالتقويم وأساليبه وأدواته.
ونظرًا للدّور الهام الذي تلعبه طرق التدريس في عملية تعليم وتعلّم مناهج الحاسب، فقد حددت وثيقتا منهج الحاسب وتقنية المعلومات للمرحلتين المتوسطة والثانوية إطارًا عامًا لطرق التدريس واستراتيجياته يمكن الاسترشاد بها عند تدريس المقررات وفق طبيعة الدروس النظرية والعملية، وصنفتها في أربع مجموعات وهي: عرض ومناقشة المعلومات، والتفكير وحل المشكلات، والمشاهدة والتدريب والعمل، والمشروعات.
باستقراء واقع تدريس الحاسب والوقوف عليه نجد أن تغيير وتطوير المنهج أحدَث فجوة بين رؤية مطوري المنهج وبين واقع الميدان التربوي المتمثل بطرق التدريس التقليدية والتي يعتمد معظمها على الطرق المباشرة كالإلقاء والحوار والمناقشة والتعلّم التعاوني مع وجود ضعف واضح في تطبيق استراتيجيات التدريس الحديثة. ويمكن أن يعزى ذلك إلى بروز عدد من التحديات التي تعيق تنفيذ طرق تدريس الحاسب الملائمة، ومن أهمها: التفاوت في مستويات إعداد معلمات الحاسب وتأهيلهن، وقلة الإمكانيات المادية والبشرية في بعض المدارس، ووجود بيئات متعددة لتقنية المعلومات في معامل الحاسب، وارتفاع كُلفة بعض البرمجيات وعدم توفرها، وعدم توفر خدمة الإنترنت في بعض معامل الحاسب وغير ذلك.
من أجل استثمار العقل البشري وجعله مُنتجًا للمعرفة بدلًا من تلقيها، فإن علينا كتربويين اقتراح عدد من الحلول التي تنهض بالعملية التعليمية بشكل عام، وبطرق التدريس خاصةً، ومنها: العناية ببرامج إعداد وتدريب معلّمة الحاسب، والاهتمام بالبيئة التعليمية وتوفير الاحتياجات اللازمة، واستخدام طرق تدريس تتناسب مع ميول وقدرات الطالبات واتجاهاتهن نحو تحصيل المعرفة، وتكثيف إجراء بحوث تربوية ذات الصلة.