تصحيح مسار تشخيص قصور الإنتباه وفرط الحركة

من قسم:
التربية الخاصّة
منشور:
يوليو 2016
2016

المصدر: المعرفة (وزارة التربية والتعليم السعودية) –السعودية، 2016، 247، 140-145

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

هدفت الورقة الحالية إلى مقترح يتمثل في تصحيح مسار تشخيص قصور الإنتباه وفرط الحركة (ADHD)، وذلك لأن الإفراط في تشخيصه كان بمثابة "وباء ذي حجم كارثي"، وهو كارثي لأن الكثير من الأطفال تم تشخيصهم خطأ، ولديهم في الحقيقة مشكلات متنوعة وتحتاج لمعالجة مختلفة، أو أنهم صغار عاديون أعطوا معالجة لا يحتاجون إليها فعلاً، أو أن الأدوية التي وصفت لهم تباع أو تعطى لطلاب آخرين يسعون لحلول سريعة للدراسة أو الحفلات، وهذا سبب أن كثيرًا من الطلاب في المدارس والكليات الآن يستخدمون العقاقير المنشطة، وسبب تزايد امتلاء غرف الطوارئ بالصغار الذين يتعاطون الجرعات الزائدة من هذه العقاقير.
لقد كشف آلن شوارتز الصحفي في جريدة النيويورك تايمز كيف أن الإعلانات الرهيبة المشيعة للمرض وفرت لنظام طبي متلهف بيانات إحصائية كاذبة، واعتمدت أيضًا هذه الإعلانات على تعاون "قادة فكر" غير أخلاقيين في مجال الطب النفسي للأطفال.

يعتقد د. كيث كونرز بأن ADHD هو جزء من متصل طبيعي عادي يمتد من حالات تتسم بعدم استقرار ونقص انتباه خفيفين جدًا إلى حالات شديدة تتطلب المعالجة والتقييم التشخيصي الماهر من قبل ممارسين عياديين مدربين تدريبا عاليًا، وإنه مما يؤلم القلب أن ترى التشخيص الذي قد يكون مفيدًا لقليل من الأطفال يصبح ضارًا عندما يطبق بشكل خطأ على الكثير منهم.

إن تشخيص ADHD يجب أن يكون الخيار الأخير، وليس رد فعل تلقائي (آلي) ولا محاولة لحل سريع، فالأعراض يجب أن تكون تقليدية واضحة وشديدة ومستمرة عبر الوقت، ومنتشرة عبر المواقف المختلفة، وبدايتها مبكرة، وتسبب كربًا وضررًا أو عجزًا كبيرين. ويجب أن تأتي المعلومات من ملاحظة مباشرة مدققة ومن مخبرين متنوعين يعلمون جيدًا وضع الطفل المفحوص، ويجب أن يمتد التقييم عبر أسابيع أو أشهر، وذلك لأن الأطفال يمكن أن يتغيروا بدرجة كبيرة من زيارة لأخرى. ويجب أن يسبق التشخيص انتظار متأن وفاحص، ونصح وتدريب للأبوين، وتغييرات بيئية وخفض للضغوط وعلاج نفسي (أي لا دوائي).

وتختم الورقة بأن كيث كونرز قدم خدمة كبيرة، ويؤمل من أن انتباهه للإفراط في تشخيص ومعالجة ADHD سيمثل نقطة تحول مهمة نحو إنهاء الموضة. ولذا فيجب على الممارسين العياديين والآباء والمعلمين أن يقاوموا الضغوط، وأن يتأكدوا أن يقتصر التشخيص والعلاج على أولئك الأطفال الذين يحتاجون إليهما حقًا ويستفيدون منهما.


التحديث: ديسمبر 2017
الكلمات المفتاحية:
تشخيص | قصور الانتباه | علم نفس تربوي | اختبارات تشخيصية