تتناول هذه الدراسة إشكالية مفهوم السلطة لدى المدرس وعلاقته بالقلق النفسي عند التلميذ، باعتبار أن العلاقة بين المدرسين والتلاميذ عنصر مهم من عناصر التكوين الدينامي لشخصية التلاميذ، ونسقهم المعرفي .إن مشكلة التسلط التربوي لا تزال مطروحة بشكل حاد في مؤسساتنا التعليمية، فأحيانا يعاقب الطفل على الشغب، ومرة على الإهمال، ومرة على الخطأ. فيصبح المدرس في متخيل الطفل عبارة عن وجه عقابي يتهدده، وتصبح المدرسة بمثابة معتقل.
تحاول الدراسة الحالية أن تُسهم في تسليط الضوء على مفهوم السلطة الذي يتبناها لمدرسون، وبحكم تصرفاتهم داخل الفصل. فهل يساعد المدرسون تلامذتهم على إبداء الآراء وطرحها للحوار، ويساعدونهم على خلق جو من الحرية؟ أم أنهم يفرضون قيودًا وضوابط صارمة، تحد من قدرات التلاميذ واستعداداتهم؟ ويشيعون جوًا من التسلط والقمع الذي لا يزال آثاره عالقة بالمجتمع الذي تبنى مفهومًا جديدًا للسلطة.