فاعلية الحوار الأسري ودوره في تنشئة الطفل

منشور: 
2015

المصدر: مجلة كلية التربية الاساسية للعلوم التربوية والانسانية، 2015، 20، 3-9

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

تتكون الضوابط الأساسية لتنمية المرء في سنوات مرحلة طفولته وهي السنوات الأولى في حياته التي تكون فيها النفس البشرية مرنة قابلة لكل شيء، لذا أوصى الرسول الكريم (صلعم) الآباء والمربين باغتنام هذه الفرصة ذلك الاغتنام الحسن المحمود، وذلك، بتعليم الطفل سبل الحق والخير والرشاد وتوجيهه نحو ما ينفعه في دنياه وآخرته. ويمكن تقسيم مرحلة الطفولة إلى فترتين متميزتين: مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة الطفولة المتأخرة.

جاءت تعاليم الدين الإسلامي وارشاداته للأسرة لتخلق المحيط الصالح لنمو الطفل جسديًا وفكريًا وعاطفيًا وسلوكيًا،وذلك لما ذكر سابقا من أن الأسرة هي المؤسسة الأولى والأساسية من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة المسؤولة عن إعداد الطفل لكي يدخل عالم الحياة الاجتماعية. ومن هذا المنطلق، فإنّ الأسرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها، فيوزع الأدوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها والمؤثر في انطلاقة الطفل التربوية. ولذا فالعلاقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين يجب أن تكون علاقة مودّة ورحمة مع المحافظة على دوامها، وتوجب على هذه العلاقة أن تكون سكنًا للنفس وهدوءًا للأعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد، ولابد أيضًا، من التطبيع الاجتماعي الذي عن طريقه يوجه الطفل لكي يسير على نهج حياة أسرته. وبالتالي، فإن الأسرة هي بمثابة الوعاء الثقافي الأول الذي يشكل حياة الطفل بما فيها من علاقات وأنماط ثقافية تعبِّر عن الثقافة الأم.

وقد امتازت التربية الإسلامية في الماضي والحاضر بكثرة طرقها، وتنوع وسائلها في تنشئة الأطفال والبلوغ بهم إلى حد التمام، واستطاعت هذه التربية المتزنة أن تواجه التحديات، وأن تبدد الإدعاءات بأن الإنتاج الفكري الإسلامي يتصف بالتقوقع والجمود، ولا يمكنه مواكبة الأحداث والمستجدات. ومن تلك الأساليب نجد القدوة الحسنة، وكذلك، الحوار المباشر والهادئ، ومن الأساليب النفسية المؤثرة في نفسية الطفل، مصاحبته ومتابعته باستمرار.

وفي آخر المطاف، ينصح الكاتب الآباء بتطبيق واستغلال أسلوب الحوار الهادف والفعّال الذي هو أساس النهوض بهذا الجيل؛ والذي يعتبر أمانة في أعناقهم، ومسؤولية ملقاة على عاتقهم وسيسألون عنها لا محالة. ويختتم داعيًا: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"، و "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".

التحديث: أكتوبر. 23, 2015
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: