أسلوب تفكير القيادات ومعضلة الإدارة التعليمية

منشور: 
2016

المصدر: مجلة الإدارة التربوية - الجمعية المصرية للتربية المقارنة والإدارة التعليمية – مصر، 2016، 3(8)، 11-14

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

في ضوء ما طرأ في بداية القرن الحادي والعشرين من مستجدات تتعلق بفلسفة العلم، ومناهجه، وما بلغته من التعقد والتشابكية، والتكاملية في آن واحد، والتي أفضت إلى ضرورة استبدال أساليب ومناهج التفكير الجزئية والتفكيكية التي سادت خلال القرن العشرين بأساليب ومناهج تفكير تتسم بالشمول والتكامل، والتي من بين أهمها كل من المدخل المنظومي، والمدخل الاستراتيجي باعتبار أن كلا منهما يمثل فرعًا أصيلًا من جذع مشترك واحد هو الأسلوب العلمي في التفكير، خاصة في إطار وحدة المعرفة وتكاملها.

وبالنظر إلى منظومة قيادات التعليم فإنه ينبغي أن يتوافر لدى كل قيادي فيها قدرًا مشتركًا أعظم من الكفايات، وما يرتبط بها من مهارات، وما يمكن أن يترتب عليه من ممارسات بحيث تركز بشكل أساسي على كل من مداخل وأساليب التفكير المعاصرة، والتي تؤكد على النظرة الشمولية التكاملية، ومن بين أهم الكفايات ذات العلاقة بمداخل التفكير المنظومي، والاستراتيجي كل من الكفايات: الذهنية، والمعلوماتية، والتحليلية، والتركيبية، والتخطيطية، والمهنية، والتقويمية.

وحيث إن واقع الأداء للقيادات التعليمية يشير إلى غياب تلك النظرة الشمولية، التكاملية، المنظومية، والاستراتيجية، سواء للنظام التعليمي ككل، أو لما يواجهه من معضلات، فإننا نرى الممارسات الحالية تتسم بالتجزيئية، والنظرة الضيقة المحدودة، وقصيرة الأجل، وضعيفة الإدراك للعلاقات الفعلية فيما بين الجوانب التعليمية، وبين غيرها من جوانب مجتمعية متنوعة، سواء على المستوى المحلي أم الإقليمي أم الدولي. ولهذه النظرة الجزئية والتي تسهم في إيجاد معضلات للنظام التعليمي مظاهر كثيرة ومتنوعة، ونذكر منها: تناول قضايا ومعضلات النظام التعليمي بمعزل عن الأسباب، والتأثيرات المجتمعية المختلفة، سواء كانت سياسية، أم اجتماعية، أم اقتصادية، أم ثقافية. وعليه، فإنه من الضروري إحداث تغيير جذري في أساليب التفكير لدى القيادات بمختلف مستوياتها لتصبح أساليب تفكير منظومية، استراتيجية متكاملة، في التعامل مع كل ما يتعلق بمنظومة التعليم، وعلى الله قصد السبيل.

التحديث: أغسطس. 22, 2017
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: