من السهل توفير الهياكل الكافية والمناهج الملائمة والوسائل المتطورة، ولكن ليس من السهل أن توفر معلمًا يجمع إلى جانب القدرة على العمل والرغبة فيه، المؤهلات المعرفية والتربوية والمهنية والأخلاقية، فمهما أُنفق على التعليم من أموال مع إهمال أهم عنصر فيه وهو المعلم، نكون كمن يبني على غير أساس متين، ومهما شُيّد من المدارس الفسيحة وأُقيمت المعامل والمكتبات، وزُودت بالأدوات والكتب فإنها تصبح عديمة الجدوى إذا لم تكن بأيدي معلمين مؤهلين تأهيلًا مناسبًا ومدركين لرسالتهم وراضين عن عملهم ومتحمسين له، ومُعَدين إعدادًا أخلاقيًا ومهنيًا ومعرفيًا، وهذا الأخير، الإعداد المعرفي هو ما ستطرق إليه في هذه الورقة البحثية.