رؤية جديدة للعملية التعليمية: إعادة صياغة دور المتعلم ليكون الفاعل الرئيسي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي

منشور: 
2025

المصدر: موقع تعليم جديد، 2025

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى الكشف عن التحول الكبير في دور المتعلم، حيث أصبح المتعلم هو الفاعل الرئيس في العملية التعليمية؛ وتم تحويل المهام التي كان يقوم بها المصمم التعليمي سابقًا، مثل إنشاء المحتوى وتنفيذ الأنشطة، إلى المتعلم الذي يستعين بالذكاء الاصطناعي التوليدي؛ كما ويبقى دور المصمم التعليمي في هذا النموذج محوريًا في تحديد الأهداف التعليمية والإرشاد، بينما يتحمل المتعلم مسؤولية بناء المحتوى والأنشطة بناءً على تلك الأهداف.
في ظل هذا التطور التكنولوجي، برزت فكرة التعلم القائم على الأهداف كإطار تنظيمي يستخدمه المصممون التعليميون لتحديد ما يجب أن يتعلمه المتعلمين وما هي النتائج المرجوة من العملية التعليمية. ولكن مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT أصبحت الفرصة مهيأة لتغيير جذري في هذا النموذج ومنح المتعلمين القدرة على إنشاء المحتوى التعليمي بأنفسهم بناءً على الأهداف التعليمية المحددة مسبقًا. كما ويمكن المتعلمين من استخدام هذه الأدوات لبناء وحدات تعليمية متكاملة، مما يُمكنهم من التحكم بشكل أكبر في العملية التعليمية وتحويلهم إلى فاعلين رئيسيين.
ويُعد التعلم القائم على الأهداف إطارًا تربويًا يتم فيه تصميم العملية التعليمية بناءً على النتائج التي يُراد تحقيقها. وتكون الأهداف التعليمية محددة مسبقًا من قبل المصمم التعليمي، وهي تعكس ما يجب أن يكون المتعلم قادرًا على القيام به بعد الانتهاء من التعلم. هذه الأهداف تعتبر المحور الرئيس الذي يتم بناء باقي عناصر العملية التعليمية عليه، مثل المحتوى التعليمي، الأنشطة، والتقييمات.
وتستند نظريات التعلم المتمركز حول المتعلم على التعلم النشط، والتعلم التكيفي الذي يعتمد على استخدام التكنولوجيا لتخصيص مسارات التعلم بناءً على احتياجات وقدرات المتعلم. ومع أن هذا النوع من التعلم يمنح المتعلم بعض المرونة، إلا أن المصمم التعليمي يبقى الفاعل الرئيس في تصميم المحتوى.
ويشير الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على إنتاج محتوى جديد اعتمادًا على البيانات المدخلة، ويتيح للمتعلمين إنشاء محتوى تعليمي ديناميكي ومتجدد دون الحاجة إلى اعتماد كلي على المصمم التعليمي، ومن أهم فوائده: التخصيص ويساعد المتعلمين في بناء محتوى يتناسب مع احتياجاتهم الفردية؛
والاستقلالية إذ يمنح المتعلمين القدرة على إنشاء وتكييف المحتوى بأنفسهم؛ وأخيرًا التفاعل المستمر الذي يُمكن المتعلمين من التفاعل مع الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى مخصص بناءً على استفساراتهم وأسئلتهم.
 

التحديث: مارس. 09, 2025
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: