يعتبر الإنسان بطبيعته مخلوقًا اجتماعيًا-عاطفيًا ومنذ اللحظات الأولى من حياته وحتى مماته. في مراحل الحياة المبكرة كالطفولة والمراهقة تكون هذه الجوانب الاجتماعية والعاطفية بسيطة، قصيرة المدى ومتغيرة، ولكن مع مرور الوقت وعند الانتقال من مرحلة نمو إلى أخرى تتعقد أكثر وتأخذ صورًا ثابتة نسبيًا في مراحل النمو المتأخرة كالبلوغ والشيخوخة.
يكتسب الطفل العديد من المهارات الاجتماعية في بداية السنة الأولى من حياته من خلال تفاعله مع أمه، والتي تزيد من تواصله معها من أجل تلبية احتياجاته الجسدية كالجوع والنظافة والتواصل الجسدي، والنفسية كالدفيء والحنان التي تعتبر أساسيه في تطوره العاطفي فيما بعد وبناء ثقته بنفسه.
هذه العلاقة العاطفية-الاجتماعية الأولى والمميزة التي تشكلها الأم مع طفلها تؤهلها لأن تدرك جميع حاجياته ومشاعره وان تستجيب لها بسرعة وفاعلية.