المصدر: مجلة الدراسات التربوية والإنسانية، 2024، 16(3)، 655-688
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على واقع تجربة تعليم الأطفال الموهوبين بمرحلة رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات ومشرفات المرحلة بمدينة الرياض، ويتفرع من هذا الهدف الرئيس الأهداف الفرعية التالية: معرفة دور بيئة التعلم القائمة على أنشطة منتسوري في تعليم الأطفال الموهوبين بمرحلة رياض الأطفال من وجهة نظر المعلمات والمشرفات، والتعرف على وجهات نظر المعلمات والمشرفات بمرحلة رياض الأطفال حول البرنامج التدريبي لتعليم الأطفال الموهوبين، والكشف عن التحديات التي تواجه معلمات ومشرفات مرحلة رياض الأطفال في تجربة تعليم الأطفال الموهوبين.
وطبقت الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2023 م.
ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم منهج دراسة الحالة لملاءمته لأهداف الدراسة،
وتكون مجتمع الدراسة من جميع معلمات ومشرفات فصل الأطفال الموهوبين بإحدى الروضات الحكومية بمدينة الرياض المشاركة في تطبيق تجربة التوسع في فصول الموهوبين لتشمل مرحلة رياض الأطفال من 6-3 سنوات. وأخذت عينة قصدية مستهدفة لتشمل ثلاث معلمات وأربع مشرفات.
وأما أداة القياس فقد جمعت البيانات من خلال المقابلات شبه المنظمة، إذ تُعد المقابلة من الأدوات الرئيسة في منهج دراسة الحالة، ومن أهم أدوات جمع البيانات في البحوث النوعية. وقد جمعت البيانات من خلال ثلاث مقابلات فردية ومقابلتين جماعيتين. وتضمنت المقابلة في صورتها النهائية جزأين، خصص الأول للبيانات الأساسية عن المشاركة، وتكون الجزء الثاني من (9) أسئلة الشخصية/والجماعية.
توصلت الباحثة إلى أربعة مواضيع محورية، وهي: منهج منتسوري وتعليم الأطفال الموهوبين في مرحلة رياض الأطفال؛ والتنمية المهنية لمعلمات مرحلة رياض الأطفال في مجال تعليم الموهوبين؛ والاحتياجات التدريبية في مجال تعليم الأطفال الموهوبين بمرحلة رياض الأطفال؛ والتحديات التي تواجه تعليم الموهوبين في هذه المرحلة. أظهرت نتائج الدراسة أنه بالرغم من وجود إيجابيات لبيئة التعلم القائمة على أنشطة منتسوري في تعليم الأطفال الموهوبين إلا أن هناك عددًا من القيود مثل الافتقار إلى المرونة في تقديم دروس ووسائل منتسوري وفق اهتمامات الطفل الموهوب. كما كشفت نتائج الدراسة عن تمحور الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال في مجال تعليم الموهوبين حول اكتشاف الطفل الموهوب. وأظهرت نتائج تحليل البيانات النوعية وجود عدد من التحديات التي واجهت عينة الدراسة في تطبيق تجربة فصل الموهوبين بمرحلة رياض الأطفال التي تمثلت في تحديات متعلقة ببيئة التعلم، تحديات متعلقة بأولياء الأمور، وتحديات إدارية. وفي ضوء نتائج الدراسة أوصت الباحثة بما يشمل بناء برامج تعليمية ملائمة للاحتياجات الأكاديمية والنفسية والاجتماعية للأطفال الموهوبين من 6-3سنوات في ضوء المعايير العالمية في هذا المجال، وتطوير معايير ترشيح الموهوبين في مرحلة رياض الأطفال، وعقد ورش عمل تعريفية لمعلمات المرحلة لمساعدتهن على الكشف عن سمات الموهبة لدى أطفال هذه المرحلة.
إضافة تعليق: