المصدر: مجلة الدراسات التربوية والنفسية، 2014، مجلد 8، عدد 1، ص ص:213-229.
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
يهدف البحث الحالي إلى: التحقق مما إذا ما كان لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم تدني في تقدير الذات مقارنة بالأطفال العاديين، وإعداد برنامج قائم على إستراتيجية التربية الإيجابية لتنمية تقدير الذات لديهم، ومعرفة أثر هذا البرنامج المقترح في تنمية
تقدير الذات عليهم، وإلقاء مزيد من الضوء على أثر استخدام إستراتيجية التربية الإيجابية في تنمية تقدير الذات لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
لتحقيق هذه الأهداف اعتمد البحث المنهج شبه التجريبي، حيث تم استخدام مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة لمعرفة فاعلية البرنامج المستخدم
في تنمية تقدير الذات لدى الأطفال ذوى صعوبات التعلم، وتم اختيار عينة البحث من أطفال الروضة المستوى الثاني للعام الدراسي 2011-2012 بمدينة قنا بمحافظة قنا في دولة مصر. وتم اختيار الأطفال الحاصلين على درجات أقل من (50) على بطارية اختبارات المهارات قبل الأكاديمية والذين هم معرضون لخطر صعوبات التعلم. ولديهم أيضًا تقدير منخفض لذاتهم على مقياس تقدير الذات لأطفال الروضة وبلغ عدد العينة (57) طفل وطفلة. وتم تقسيم الأطفال بطريقة عشوائية إلى مجموعتين تجريبية بلغ عددها (29) وضابطة وبلغ عددها (28). وأما أدوات البحث فقد تم استخدام الأدوات الآتية: بطارية اختبارات لبعض المهارات قبل الأكاديمية لأطفال الروضة، واختبار القدرة العقلية العامة ل-أوتيسلينون، ومقياس تقدير الذات لطفل ما قبل المدرسة، والبرنامج المقترح للتربية الإيجابية للأطفال ذوي صعوبات التعلم والذي يهدف إلى تنمية تقدير الذات لدي أطفال الروضة ذوي صعوبات التعلم، ويقوم هذا البرنامج علي مجموعة من أسس واستراتيجيات التربية الإيجابية.
أوضحت نتائج الدراسة فاعلية استراتيجية التربية الإيجابية في مساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم في تنمية تقديرهم لذواتهم، حيث أشارت النتائج إلى ارتفاع تقدير الذات لدى أطفال المجموعة التجريبية، وذلك مقارنة بأطفال المجموعة الضابطة، كما أشارت النتائج أيضًا إلى أن أطفال المجموعة التجريبية أصبحوا أكثر قدرة على الاندماج والتفاعل الاجتماعي أكثر من أطفال المجموعة الضابطة.
في ضوء ما توصل إليه البحث من نتائج كانت التوصيات والمقترحات الآتية:
- العمل على تطبيق إستراتيجية التربية الإيجابية ضمن برامج الأطفال ذوي صعوبات التعلم لرفع مستويات تقدير الذات لديهم، وذلك لتعزيز أساليب تقبل الأطفال من جانب معلميهم وأقرانهم، وتدعيم سلوكهم، واحترام مبادراتهم
- وحريتهم في التعبير.
- إجراء مزيد من البحوث حول العلاقة بين أساليب التربية الإيجابية وتقدير الذات لدى ذوي صعوبات التعلم وكذلك الأطفال العاديين في المدرسة لما لها من دور في رفع مستوى تقدير الذات ونجاح الأطفال أكاديميًا وتوافقهم اجتماعيًا.
- زيادة الاهتمام بتدريب المعلمات على استراتيجيات التربية الإيجابية في برامج إعدادهم النظرية والتطبيقية، وكذلك تقديم الدورات التدريبية وورش العمل التربوية الحديثة، والذي أشارت بعض الدراسات إلى عدم استعدادهم لاستخدام مثل هذه الاستراتيجيات.
إضافة تعليق: