تطوير المناهج تصحيح لمسار التعليم

منشور: 
2015

المصدر: المعرفة ( وزارة التربية والتعليم السعودية ) – السعودية، 2015، 237، 66-71

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

للمنهج تعريفان، الأول تقليدي، ويرتبط بنظرية تربويةمفادها أن الطفل يذهب إلى المدرسة وعقله صفحة بيضاء، وتقوم المدرسة بواجبها في ملء جنباته بالتراث الإنساني المتراكم، والخبرات البشرية المتنوعة، وفي هذا الإطار يعرف المنهج بأنه "مجموعة المعلومات التي تكسبها المدرسة لتلاميذها، والتي تتضمن مجموعة من الأفكار والحقائق والمفاهيم، في مجالات المعرفة، وتقدم المعلومات، من خلال المواد الدراسية، إذ يخصص كتاب دراسي لكل مادة"،وبما أن المنهج بصورته التقليدية، ركز جل اهتمامه على المعلومات، وأن الكتاب المدرسي هو الوعاء الذي يحتوي على هذه المعلومات، فقد إحتل الكتاب مكانة عظيمة، وأصبح محورًاللعملية التعليمية، وصارت مهمة المعلم مقصورة على نقل المعلومات منه إلى التلاميذ، بطريقة التلقين أو الحشو، ولم يأخذ في الاعتبار استعداد المتعلم...وقد انتُقد هذا المفهوم بشدة، من قبل معظم التربويين في العصر الحديث.وأما المنهج بمفهومه الحديث، فهو "مجموعة من الخبرات، ذات المعنى الموجه، تدار لتحقيق أهداف معينة"، وفي تعريفه القريب من ذلك، يقول دوتري Daughtrey، هو "الخبرات والمواقف والأنشطة، التي تسيطر عليها المدرسة، وتتضمن تعليمـًا إيجابيـًا في البرامج داخل المدرسة، وخارجها". ولكون المنهاج وسيلة، وليس غاية، فإن المنهج بحاجة إلى عملية تطوير وتحديث، تتكامل مع الوسائل الأخرى من معينات، وتقييم، وتجهيز، ونظام إعداد المعلمين، ونظام الرقابة، والتفتيش، والإرشاد.وقد إتفق الكثير من خبراء التربية ومطوري المناهج، على تحديد عدة مبررات، كفيلة بالدفع نحو تطوير وتحديث المناهج، ومنها:مواكبة التغيرات والمستجدات، وانتقال بؤرة الإرتكاز في العملية التعليمية، من التعليم إلى التعلم، ومن المعلم إلى المتعلم، وحدوث طفرة في طرق وأساليب التدريس، وتنوع مصادر التعليم والتعلم،وغير ذلك.

وأما عملية تطوير المناهج فهي مهمة ودقيقة، ويجب أن تتسم بالشفافية والمصداقية والعلمية، فإن غابت هذه الأبعاد الثلاثة، صارت المهمة عشوائية، أو أقرب إلى التعديل وليس التطوير، ويمكن وضع هذه الأسس والمبادئ في إطار عشرة معايير رئيسةنذكر منها:

  1. ينبغي أن يرسم كل منهج في أهدافه ومحتوياته، مجموعة من المواصفات، تتمثل في مخرجات لدى التلميذ وهي: معرفية، ومهارية، وقيم واتجاهات.
  2. للحكم على جودة المناهج الدراسية لا مناص أن تكون محتوياتها منسجمة مع التطورات والمستجدات العلمية والتكنولوجية، لأن المعارف تتجدد، والتكنولوجيا تتطور، وكل يوم يظهر شيء جديد، على كافة المستويات الأكاديمية والتربوية، من حيث المضامين، ومن حيث طرق وأساليب تقديم تلك المضامين، وتدريسها للتلاميذ. لذا فمن المهم أن يكون محتوى المنهج المقدم حديثــًاومواكبـًا للتطورات العلمية.
  3. خلو المناهج من الغموض والعيوب.
  4. أن يتيح المنهج إشراك المتعلم في عملية التعلم بشكل أكبر، بما يسمح له ببناء معلوماته، وتوثيق علمه، ويكون دور المعلم مرتكزًا على اكتشاف الأخطاء، والإرشاد إلى كيفية إصلاحها وتجاوزها، بطريقة علمية وتربوية صحيحة.
  5. اعتماد الشمولية والتكامل.

ومن أهم الدراسات والأبحاث الأكاديمية الخاصة بتطوير المناهج في التعليم العام، دراسة للخبير التربوي الدولي الفريد نيومان، الذي أشار فيها إلى ضرورة التوظيف الجيد للعمق (الكيف)، بالاستفادة من (الكم). وخلاصة ما توصلت إليه هذه الدراسة، أن الطريقة المثلى لفهم محتوى المنهج، تكمن في إتاحة الفرصة للتلاميذ باكتساب قدر طيب من المعلومات، ثم يوظفون هذه المعلومات في الإجابة عن تساؤلات عديدة حول الموضوع، ومن ثم يشتقون أسئلة جديدة، تقودهم إلى مزيد من البحث والدراسة والاطلاع الهادف. 

التحديث: ديسمبر. 23, 2015
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: