المصدر: دراسات- العلوم التربوية، 2016، 43 (2)، 817-836
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد المؤشرات النوعية العالمية لبرامج التربية الخاصة
في الطفولة المبكرة، وإلى تقييم برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة في الأردن، وتحديد درجة التزامها بالمؤشرات النوعية العالمية، وذلك من خلال تقييم التربية الخاصة في الطفولة المبكرة بالاعتماد على المعايير العالمية سعيًا للارتقاء بجودة الخدمات والبرامج المقدمة والمنبثقة عنها، وإلى توفير أداة تقييم حديثة لبرامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة تتفق أبعادها مع الأبعاد المتفق عليها عالميًا، وأداة صالحة لقياس مدى واسعًا من الخدمات المقدمة والجهوزية المتوفرة على صعيد برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة المقدمة في الأردن.
ولتحقيق أهداف الدراسة الحالية تم تحديد مجتمعها على أن يشمل جميع برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة في الأردن والتي تقدم خدماتها للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين جيل سنة ونصف إلى ثماني سنوات، والبالغ عددها (30) برنامجًا، وتتبع لقطاعات حكومية وخاصة وتطوعية، وموزعة على أقاليم المملكة: الشمالي، الوسط، والجنوبي. وتقدم خدمات لما يقارب من (390) طفلاً، وقد تم اعتبار جميع مجتمع الدراسة عينة للدراسة.
أما أداة القياس فقد قام الباحثان بتطوير مقياس لتقييم هذه البرامج يستند في الأساس على المقاييس والأدوات المستخدمة في الدول المتقدمة، وتكون المقياس في صورته النهائية من تسعة أبعاد رئيسة، وهي: السياسات، والإدارة والعاملون، والتقييم، والبيئة التعليمية، والخدمات والبرامج، والدمج والخدمات الانتقالية، ودعم وتمكين الأسرة، والممارسة المهنية والأخلاقية، والتقييم الذاتي. وتكون كل بُعد منها من عدد من المؤشرات النوعية، وهناك بعض الأبعاد التي تم تقسيمها إلى عدد من المجالات، بحيث اشتمل المقياس في صورته النهائية على (170) مؤشرًا.
أشارت نتائج الدراسة إلى أن درجة التزام برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة في الأردن في مؤشرات بُعد التقييم كانت بدرجة مرتفعة، في حين أن درجة التزام برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة في الأردن في مؤشرات الأبعاد الثمانية الأخرى والدرجة الكلية كانت متوسطة، وتنازليًا بحسب الترتيب التالي: بُعدي الخدمات
والبرامج وبُعد السياسات أولًا، ويليها بُعدي الإدارة والعاملين وبُعد البيئة التعليمية، وبُعد دعم وتمكين الأسرة، وبُعد الدمج والخدمات الانتقالية، وبُعد التقييم الذاتي، وبُعد الممارسة المهنية والأخلاقية. كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (بمستوى الدلالة 0.05=α)، في درجة التزام برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة في أبعاد المؤشرات النوعية العالمية تعزى لمتغيرات نوع البرنامج وسنة تأسيسه وفئة الإعاقة المستفيدة.
وفي ضوء نتائج البحث، تقدم الباحثان بعدد من التوصيات والمقترحات، ومنها:
- إجراء دراسة لتقييم برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة في ضوء متغيرات عدد الأطفال ذوي الإعاقة المستفيدين من البرامج وجنسهم والمنطقة الجغرافية للبرامج ومستوى الدعم المقدم لها.
- إجراء دراسة لتقييم برامج التربية الخاصة في الطفولة المبكرة من وجهة نظر المشرفين والعاملين وأسر الأطفال ذوي الإعاقة المستفيدين، وذلك في ضوء متغيرات الجنس والمؤهل العلمي.
- إجراء دراسة لتطوير أنموذج مقترح لبرنامج تربية خاصة مُبكر مبني على أساس المؤشرات النوعية وقياس فاعليته.
إضافة تعليق: