تمثل التربية الوجدانية أحد أبعاد التربية المهمة، وهي نوع التربية التي تتوجه إلى أعماق العالم الداخلي للإنسان، حيث تؤثر التربية الوجدانية على أداء الإنسان وإنجازاته وعلى قدرته على التحكم بسلوكه، وضبط انفعالاته ومشاعره، فضلًا عن دورها في تنمية القدرة على التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، ومن ثم المساهمة في بناء الإنسان الصالح الذي يسهم بإيجابية في بناء مجتمعه. وطبعًا لا تتحقق أهداف النظام التربوي إلا بوجود معلم مؤهل علميًا ومهنيًا ووجدانيًا. ومع ذلك أشارت العديد من الدراسات إلى وجود قصور في إعداد العناصر التي تسهم في تحقيق أهداف التربية الوجدانية، وعليه رأت الباحثة بأن تركيز الجامعات على الإعداد الأكاديمي للمعلم دون الإعداد التربوي والوجداني مع عدم وجود مقاييس ومعايير دقيقة لمهنة التعليم قد يكون السبب في صعوبة تحقيق الأهداف الوجدانية، ومن هنا جاءت فكرة البحث الحالي لوضع تصور مقترح لمتطلبات تحقيق التربية الوجدانية في مؤسسات إعداد المعلم في مصر.