المصدر: موقع تعليم جديد، 2024
يقصد بعوامل الخطر هي تلك العوامل التي تزيد من احتمالية تعرّض الطّفل للمخاطر والتّهديدات، والتي يتطلّب مواجهتها في مرحلة الطّفولة، وقد تشمل العنف الاسرى أو الفقر، وقد يكون التّنمر، أو الإهمال، أو اضطرابات صحة الوالدين النفسيّة والجسدية أو العقلية. يقصد بعوامل الوقاية هي تلك العوامل التي تقلل من احتمال تعرض الطّفل للتهديدات والمخاطر، حيث يبرز دور الوقاية كمحرّك أساس لضمان بيئة داعمة وصحية لتطوير الطّفل، فالرّعاية الصحيّة الجيّدة، وتغذية الطّفل، وتوفير بيئة آمنة، وضمان تفاعل اجتماعيّ إيجابي، وإعطاء فرص التّعليم المبكّر، والتي تعدّ جزءً من استراتيجيات الوقاية التي يمكن أن تعزز التّنمية الصحيّة والإيجابية للطفل.
إنّ نظريّات علماء النّفس كنظرية فرويد ونظريات التطور كنظرية دارون تقدم العديد من التفسيرات حول تفاعلات الطّفل مع بيئته المحيطة، وكيف يؤثّر ذلك على تطوّره ونموه في جوانب النّموّ والتّطوّر المختلفة. بحيث تركّز على أطر مختلفة نفسيّة وسلوكيّة، ناهيك عن كيفيّة تشكيل وتأثير عوامل الوقاية والخطر في حياة الطّفل.
وتعدّ نظريّة دارون الأساس الذي يُعتمد عليه في تفسير التّطوّر البيولوجي، حيث أنّ فهم عوامل الوقاية والخطر في الطّفولة يتطلّب النّظر إلى عدد من العوامل الاجتماعيّة والنفسيّة والبيئيّة المؤثرة على نموّ الطّفل وتطوّره.
ووفقا لنظريّة فرويد التي تفترض أنّ التّجارب في مرحلة الطّفولة المبكرة قد تؤثر على النّموّ النّفسيّ لاحقًا، فتجارب الطّفولة سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة تؤثّر على تكوين الهوية الشّخصية للفرد بالإضافة لاستقراره العاطفي. وأشار فرويد إلى أنّ طبيعة البشريّة شريرة في الأصل، وفي حال لم يبذل الأهل جهدًا كافيًا لمساعدة طفلهم على تخطي الصّراعات والمشاكل والصّعوبات سيصل به الأمر ليكون شخصيّة شاذة غير سويّة ومحاطة بالمشاكل، لكن إذا كان هناك اهتمام ووضوح في رعايته وتربيته وعملوا على مساعدته في تخطي المشاكل والصّعوبات وتجنب الصّراعات سيساعد على الوصول لشخصية سويّة لاحقًا.
تلعب عوامل الوقاية والخطر تلعب دورًا هامًا وبارزًا في حماية الطّفل من المخاطر والصعوبات والتّهديدات التي قد تواجهه في مرحلة الطفولة، وذلك من خلال: تعزيز التّطوّر والنّموّ الطّبيعي للطفل، مما يساعده على بناء مهاراته وقدراته على حلّ المشكلات ومواجهة الصّعوبات والتحديات. وحماية الطّفل من التّعرض للعنف والتّنمر، وتوفير بيئة مستقرة وآمنة. ومنع الطّفل من الوقوع بالمشكلات السلوكيّة والاجتماعية، لمساعدته على بناء مستقبل أفضل والاندماج بسلاسة وسهولة في المجتمع.
وعليه يمكن القول بأهمية، بل وضرورة توفير بيئة صحيّة وثريّة بالخبرات وداعمة للأطفال، مع التّركيز على العوامل النّفسيّة والاجتماعية والبيئيّة التي يمكن أن تؤثر على تطور الطّفل، بهدف ضمان نموّه وتطوّره في بيئة آمنة ومستقرة.
إضافة تعليق: