الأخلاقيات الرقمية والحداثة في التواصل الإنساني

منشور: 
2017

المصدر: المجلة الاردنية فى العلوم الاجتماعية – الاردن، 2017، 10(2)، 251-263.

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

إنَّ الغرض من التكنولوجيا بشكلٍ عام هو تحسين وتسهيل حياتنا، وكما هو الهدف من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حياتنا اليومية، والسؤال: هل يتم ذلك بشكل عادل ويحقق المساواة للجميع؟
إن التقدم والتطور في تأمين الرفاهية للعصر الحالي يعتمد في الأغلب على إدارة تكنولوجيا المعلومات، وعملية تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جلبت العديد من المنافع الهائلة، إلا أن هذا التطور رافقه الكثير من التعقيد الذي جلب الآثار السلبية الضمنية التي يجب معرفة مدى تفاقمها.
إن ثقافة تكنولوجيا المعلومات هي الطريقة الغالبة في تشكيل الهويات الثقافية اليوم ولذلك تُفرض هذه الهوية على الآخرين مما يدفعنا نحو التحليل الأخلاقي في الدور الذي تلعبه تكنولوجيا المعلومات في بناء المجتمعات الحديثة، ولا سيما مجتمعاتنا العربية؛ لأن المعايير والضوابط الأخلاقية هي في الواقع شرط ضروري لبناء الواقع الاجتماعي. وعليه لا بدّ من ضمان المساواة والعدل في توزيع تكنولوجيا المعلومات وامتلاكها، بالإضافة إلى التأكد من استخدامها بطريقة عادلة من قبل أفراد المجتمع لممارسة المواطنة العالمية بعيدًا عن الأثار الكارثية التي نشهدها اليوم كالاستعمار التكنولوجي والاغتراب الثقافي للجماعات داخل المجتمعات والفجوة الرقمية.
نحن اليوم بأمس الحاجة إلى العالمية وإلى القواعد والمعايير الأخلاقية للتعايش في عالم مشترك يمتد للأجيال القادمة، وإن أفضل دور محوري يمكن لعبه حاليًا إزاء هذا التحول هو التركيز على الأطفال، لأن الطفولة هي واحدة من أكثر فترات الإبداعية في حياة البشر، ولتحقيق ذلك يُطلب أساليب جديدة في التعليم والتعلم، وأنواع جديدة من التكنولوجيا، والهدف النهائي هو خلق مجتمع من المبدعين الذين يعملون على تقديم اختراعات باستمرار مع توفير إمكانات جديدة لأنفسهم ومجتمعاتهم.
 

التحديث: فبراير. 07, 2018
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: