التربية من أجل التنمية المستدامة في مرحلة الطفولة

المصدر: مجلة الطفولة والتنمية –مصر، 2018، 9(31)، 169-190

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى بيان الدور الهام لكل من التربية والتعليم في عملية التنمية والتنمية المستدامة، وترسيخ مفاهيمها، وتزويد المواطنين بالقدرة على العمل لمواجهة التحديات المتعلقة بالاحتياجات الإنسانية، والعمل من أجل التغيير الإيجابي المنشود في بنيتها. ومع أهمية التراكم الهائل بدور التربية عمومًا، فإن الاهتمام بدور التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يسير بوتائر ضعيفة ومحدودة.
ولتحقيق أهداف الورقة استعرض الكاتب في بحثه العديد من العناوين ذات الصلة ومنها التعليم من أجل التنمية المستدامة وفيه يرى إمكانية دمج عدد من الأنماط التربوية في مجال تطوير المناهج الدراسية ضمن توجهات التربية على التنمية المستدامة، كالتربية للمستقبل؛ والتربية للمواطنة، والتربية للتسامح وللسلام والتعدد الثقافي، والثقيف الصحي، والتربية البيئية والثقافة الإعلامية.
ثم تناول التنمية المستدامة في مرحلة الطفولة المبكرة وحث على البدء بالبحوث في مجال التعليم المبكر على القيم التنموية، لأن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يعاني من نقص شديد في هذا المجال.
بعد ذلك، تناول أهمية الطفولة في مجال التربية على التنمية المستدامة وخلص إلى أن الأطفال حساسون جدّا للطبيعة بما تنطوي عليه من مكونات: حيوانات، نباتات، ورود، نار، ومياه، وحرائق. وهم يتأثرون بعمق عاطفيًا ونفسيًا وفكريًا بكل ما يتعلق بالمكونات الحيوية للطبيعة ويلزم استغلال هذه المرحلة للتربية من أجل التنمية المستدامة.
ويرى الكاتب في رياض الأطفال المكان المثالي ليكون التحدي التربوي تنمويًا ويذكر بعض الأمثلة ذات الصلة كعملية التدوير، ويرى في ذلك أيضًا تأسيس للتفكير النقدي لدى الطفل، والذي يساعد الأطفال على مواجهة التحديات الحيوية، ويذكر كمثال تجربة ديدان الأرض. وينطلق الكاتب من أن تعليم وتربية الأطفال على التنمية المستدامة أحد حقوقهم التي يلزم تحقيقها لهم منذ السنوات الأولى، ولكي يتم غرس الاتجاهات الإيجابية في نفوسهم وبيان الأهمية الكبرى للتنمية المستدامة من خلال رعاية البيئة واحترام مكونات المحيط الحيوي للإنسان.
واختتم مقالته بأن هنالك ضرورة للعمل في الميدان السياسي والاقتصادي من أجل الاعتراف بالأهمية الإستراتيجية للسنوات الأولى من الحياة، في تعزيز مواقف إيجابية جديدة تجاه البيئة، وتطوير الأنشطة التربوية البيئية المستدامة في مرحلة الطفولة المبكرة.