المصدر: موقع تعليم جديد، 2020
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
على الرغم من اعتماد مناهج العلوم في المملكة العربية السعودية حاليًا على معايير التربية التعليمية (NSES) الأمريكية ومواءمتها لها منذ عام (2008) إلا أن نتائج الدراسات العديدة السابقة على مناهج العلوم في الوطن العربي أو بالمملكة العربية السعودية أوضحت مدى القصور الذي تعاني منه هذه المناهج، والسؤال الذي يبرز في هذا السياق هو: أين الخلل في تحقيق المعاير (NSES) بالرغم من تطبيقها في الولايات المتحدة الأمريكية ونجاح التجربة؟
يمكن الإشارة إلى العديد من جوانب الخلل، ومنها :
1. عدم وجود فلسفة تربوية واضحة تحدد الإطار العام الذي تنطلق منه الأهداف العامة والخاصة ومنها تنطلق المعايير للمناهج سواء أكانت (محتوى، متعلمين، معلمين ، مؤسسة تعليمية…) والتي على ضوئها تندرج الكفايات التعليمية لكل منهج ونواتج التعلم المتوقعة من المتعلمين.
2. استنساخ التجربة الأمريكية ومواءمتها دون دراسة العوامل والقوى المؤثرة على تللك الأنظمة، وكان من الأفضل المقارنة بأنظمة تعليمية مشابهة ومتطورة مثل النظام التعليمي الماليزي او السنغافوري، والاستفادة منها في تطوير نظام المملكة القائم وتبني فلسفة تربوية معينة والعمل بمقتضاها.
3. ضعف المتابعة والتقويم المستمر لجميع الجوانب التطويرية سواء المتعلقة بالتخطيط أو التنفيذ أو التجريب أو التقويم وإن وجدت فهي لا تحقق التكامل والتناسق والتزامن فيما بينها.
4. تركز تطوير مناهج العلوم على معايير المحتوى (ما يجب أن يعرفه المتعلم). فلو نظرنا إلى معايير محتوى العلوم في المناهج الحالية ووثائق المناهج، سنجد أنه لم يتم تحديد المعايير بصورة واضحة ودقيقة لكل من المعلم والمتعلم.
5. ضعف في تركيز المنهج على معايير الأداء.
وبناء على ما ذكر وغيرها نجد أن تطوير مناهج العلوم بالمملكة العربية السعودية لابد أن ينطلق من رؤية 2030 في تبني التنمية المستدامة للأفراد في عالم متغير مع الحفاظ على الهوية الرئيسة والقيم وتحويل الرؤية إلى رسالة وأهداف ومعايير لكل منهج ثم الاعتماد على نموذج تطويري نظمي يسير وفقه بدلًا من استنساخ التجارب الدولية وملاءمتها، ولابد من التكامل والتنسيق والتزامن لجميع الجوانب المرتبطة بتطوير المنهج وعملياته ومخرجاته وخلال فترة زمنية محددة.
إضافة تعليق: