تطوير أنماط التفكير الرياضيّة: خلق علاقة مرنة مع الأرقام

المؤلفون: 
منشور: 
2020

المصدر: موقع مركز معلومات وبحث في التربية والتعليم، 2020

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

يُحب الأطفال وصغار السنّ الرياضيّات. أعطوا الأطفال بعض المكعّبات، وسوف يبنون منها أشكالًا مختلفة، ويرتّبونها بطرق عديدة ويتحمّسون من تكويمها على بعضها البعض. يتأمّل الأطفال في السماء، ويتمتّعون برؤية رأس السهم الذي تشكّله أسراب الطيور. لكن المتعة والدهشة التي تنتاب الأولاد الصغار عندما يتعرّفون على الرياضيّات تتبدّل وسرعان ما تتحوّل إلى خوف ونفور عندما يبدأوون بتعلّم الرياضيّات في المدرسة ويتعرّفون على طرق التعليم التي تتوقّع منهم أن يستوعبوا ويتذكّروا بسهولة سلسلة من الحقائق أو العمليّات.
مثل هذه الفقرة، ومثل ما ورد فيها من جُمل يتكرر في الورقة البحثية للكاتبة جو بولر
والتي تدّعي في مقالها بانّ أساليب التدريس المتّبعة في موضوع الرياضيّات، هي أساليب تعتمد على إجراءات شكليّة، تجعل الطلاب يتعاملون مع موضوع الرياضيّات على أنّه نظام مغلق؛ ينجحون - أو لا ينجحون - بفهمه.
وعلى سبيل المثال تشكل الحقائق الرياضية في حد ذاتها جزء صغير من الرياضيات، وأفضل طريقة لتعلمها باستخدام الأرقام بطرق مختلفة وفي مواقف متنوعة. ولكن ولسوء الحظ، تركز العديد من الفصول التعليمية (الصفوف) على الحقائق الرياضية، وبعيدًا عن الموضوعات الأخرى مما يجعل التلاميذ يعتقدون بأن هذه الحقائق هي ملخص وخُلاصة الرياضيات، أو ما هو أسوأ من ذلك، بأن التخصص في استرجاع الحقائق الرياضية السريع يعني التميز في الرياضيات. هاذان التفكيران خاطئان، ومن المهم الابتعاد عنهما وعدم ذكرهما في الفصل التعليمي، لكونهما يلعبان دورًا مهمًا في خلق وتكوين تلاميذ يعانون الغربة والقلق والخوف من الرياضيات.


بالمقابل، عندما يتعامل الطلاب مع الرياضيّات على أنّه إطار مفتوح وواسع النطاق، ويمكنهم من خلاله أن يتعمّقوا كما يحلو لهم، وأن يطرحوا الأسئلة وأن يفكّروا في العلاقات - سيدركون أنّ عليهم التفكير، ومعالجة المعطيات، والاكتشاف وتطوير الرياضيّات. وبهذا الشكل يطوّرون جانب التفكير الرياضي.
وعلى سبيل المثال، في إحدى الدراسات وجد الباحثون بأن التعلم الأكثر فعالية يحدث عندما تستخدم المسارات المختلفة في الدماغ. يعالج الجانب الأيسر من دماغنا المعلومات الواقعية والتقنية؛ ويعالج الجانب الأيمن المعلومات المرئية والمكانية. وتبلغ سيرورات التعلم والأداء المتعلقة بالرياضيات ذروتها عند تواصل وتفاعل كلا الجانبين من الدماغ مع بعضهما.
مثل هذه النتائج مهمة للغاية لتعلم الرياضيات، فهي تبين بأن سيرورات التعلم الرسمية للحقائق الرياضية - والتي تُعد جزءًا مهمًا من المنهج الدراسي في المدرسة - يتم استيعابه وتذويته بشكل أفضل عندما يستخدم التلاميذ كل من التفكير الرياضي المرئي
(الصوري) والبديهي (التبصر).
وتشرح بولر في مقالها أيضًا كيف يمكن في السنوات الأولى في المدرسة تطوير نمط التفكير الرياضي والمفاهيم الرياضيّة التي تعكس فهم التلاميذ للرياضيّات بشكل معمّق. ولتطبيق ذلك، يجب تطوير المصطلحات الرياضيّة، وفهم العلاقات بين الأرقام والتدرّب على الاستراتيجيّات المختلفة والمتنوّعة - وكلّ ذلك من خلال فعاليّات شيّقة وممتعة وبدون امتحانات مُقيّدة بالوقت. 

التحديث: يناير. 17, 2021
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: