الممارسة التأملية ودورها في التطوير المهني للمعلمين

منشور: 
2021

المصدر:  موقع تعليم جديد، 2021

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى مناقشة مفهوم الممارسة التأملية، ودور الممارسة التأملية في التطوير المهني للمعلمين.
في عام 1987 قدم دونالد شون مفهوم الممارسة التأملية باعتبارها عملية تغذية لتهذيب حرفة الفرد في مجال محدد، واعتبرها الطريقة الأولى للمبتدئين في مجال ما لتحديد أوجه التناغم والانسجام بين ما يقومون به من ممارسات ناجحة. وقد أخذ هذا المفهوم بالتنامي بشكل واسع، حيث تم دمجه ضمن برامج إعداد المعلمين، انطلاقًا من أن التدريس التأملي يربط بين فلسفة جون ديوي في الأخلاق، وبين المظاهر المحيطة بالعملية التدريسية، لذا فإنه يُساعد المعلمين والتربويين في تهذيب مماراساتهم التدريسية وتجويدها.
وأما عن دور الممارسة التأملية ودورها في التطوير المهني للمعلمين فيمكن إجازه في كل من:
1. وجود أثر إيجابي واضح للممارسة التأملية على المعلمين والمعلمات من جوانب متعددة، وإلى وجود علاقة طردية بين التأمل والنمو المهني للمعلم، فكلما زاد تأمل المعلم ازداد نموه المهني.
2. تؤدي الممارسة التأملية إلى تغيير في أسلوب التدريس لدى المعلمين مما يؤدي إلى مستوى أداء أفضل عن طريق التوضيح والملاحظة وتحليل القناعات والمعتقدات التي يحملها المعلمون تجاه أدوارهم ومسؤولياتهم المهنية، وأن التأمل يؤدي إلى التطور بسرعة، والتطور الناتج عن التأمل يؤدي إلى تحسين العمليات التي تجري داخل الغرف الصفية وإلى تحسين المخرجات التعلمية.
3. عن دور الممارسة التأملية في تطوير مستوى الوعي بالممارسات، أشارت دراسات إلى أن عملية التأمل تعزز لدى الممارس التأملي دور الباحث، وبالتالي تثير لديه دافع الإحساس بالشك أو عدم الرضا ثم الانطلاق إلى فحص ما يقوم به، فالممارس في هذه الحالة يلعب دور الباحث، حيث يبدأ بجمع المعلومات والبيانات مركزًا على سلوكه الشخصي ضمن السياق المهني، كما يأخذ دور الناقد الذي يراقب ويتابع أفعاله بحيث يقف بعيدًا عن التجربة نفسها ويخطط في دائرة العمل للملاحظة بعين الناقد.
نستنتج مما سبق أن التأمل أداة مهمة ينبغي أن يكتسبها المعلم ويعمل على تطويرها، ومن ثم يَكسبُها تلاميذه، لينعكس أثرها إيجابا على العملية التعليمية بأكملها، وتُعد مدخلًا مهمًا في إعداد المعلمين وفي تطويرهم المهني، ولها دور فعّال في تنمية التفكير الناقد وفي تطوير الوعي الذاتي للمعلمين.

التحديث: يناير. 24, 2022
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: