التكفل بأطفال طيف التوحد في المدارس الابتدائية

المصدر: مجلة آفاق للعلوم، 2021، 6(1)، 113-125

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى التعريف بمفهوم التوحد لدى أطفال المدرسة الابتدائية، وما هي أعراضه، وكيف يتم تشخيصه، والبحث في واقع تعليم هؤلاء الأطفال في المدرسة الابتدائية. وكتبت هذه الورقة من قبل باحثين يعملان بجامعة تبسة في دولة الجزائر في سنة 2020 م.
في البداية تم استعراض العديد من تعريفات مصطلح التوحد، ومنها: أنه نوع من الاضطربات التطورية والتي تظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وتكون نتيجة لاضطربات عصبية تؤثر على وظائف المخ وبالتالي على مختلف نواحي النمو فتظهر لدى هؤلاء الاطفال صعوبة التواصل سواء كان لفظيًا أو غير لفظي. وبعد تحديد ظاهرة التوحد ظهرت مصطلحات خاصة بهم، مثل: الدمج المدرسي، والتأخر في الدراسة، والتعليم المكيف، ونسبة انتشار اضطراب التوحد بين الأطفال.
لظاهرة التوحد العديد من أعراض الاضطراب ومنها ضعف وقلة التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وعدم القدرة على التواصل البصري مع الآخر، وظهر لديهم أنماط شاذة من السلوكيات. ومن أجل تشخيص ظاهرة التوحد وضعت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) عام 2000 م معايير خاصة لتشخيصها.
ولدمج أطفال التوحد في التعليم الابتدائي هنالك العديد من الشروط الواجب مراعاتها في التخطيط لبرامج الدمج ومنها: إعداد الكوادر اللازمة وتدريبها، وحجم الفصل، ودور أولياء الأمور، وتصميم السجلات الخاصة والتي يدوّن فيها تطور ونمو الطفل.
وهنالك العديد من الصعوبات التي تواجه عملية الدمج لذوي اضطراب التوحد، ومنها: اجتماعية، وأكاديمية، ولذا تحتاج عملية الدمج لمدرسين ذوي كفايات خاصة.
وأما النظريات التي فسرت اضطراب التوحد فتمثلت بالنظرية النفسية، ونظرية العقل، والنظرية الاجتماعية، والنظرية البيولوجية، والتفسيرات الجينية.
واختتمت الورقة البحثية موضوعها بمجموعة من التوصيات الهامة، ومنها: تدريب الأطباء والعاملين بمراكز رعاية الأمومة والطفولة على كيفية اكتشاف ظاهرة التوحد، والحصول على موافقة الدولة على دمج الأطفال التوحديين، وعقد الدورات التدريبية المتخصصة للعاملين في مجال رعاية الأطفال التوحديين وأيضًا لأولياء أمورهم، وتوجيه وتوعية الأساتذة من خلال برامج تكوينية لاكتشاف الأطفال التوحديين وإتباع أساليب تربوية سليمة من قبلهم، وتقديم دورات تدريبية لفائدة الأباء والمعلمين لزيادة القدرة لديهم على التعامل وضبط سلوكيات الأطفال التوحديين خلال التعامل معهم.