المصدر: المكتبة الرقمية لمعهد موفيت
في هذه المراجعة تم تحديد وجمع وتلخيص وتحليل المعلومات النظرية والتجريبية في مجال تعلم المعلم من عملية التدريس. ولقد ساعد وضع الخلفية النظرية ذات الصلة في تحديد وعرض النماذج المركزية ذات الصلة المستخدمة حاليًا في تعلم المعلم من عملية التدريس. وفي نفس الوقت، وعلى خلفية التحديات والقيود المركزية التي تم تحديدها، هنالك محاولات لتقديم رؤى واقتراحات ممكنة قد تفيد في معالجتها.
ولكن وقبل البدء بالتعامل مع أفضل المضامين التربوية والأدوات العملية المحتمل اكتسابها من قبل المعلمين، من المهم أيضًا الإشارة إلى الجوانب الإدارية والتنظيمية للمجتمعات وفرق المعلمين والأفراد الذين يرغبون في استكشاف أساليب عملهم. ومن البداية يجب التأكيد على الاستنتاج الذي تم التوصل إليه بأن تعلم المعلمين من عملية التدريس لا يمكن أن يصبح عادة وجزءًا من روتين عملهم بدون استثمار الموارد. ومن هذا المنطلق، يمكن لنظام التعليم وصانعي السياسات، بل يجب عليهم تشجيع وحتى تمويل التعاون التربوي والمهني على شكل ورش عمل للمعلمين للتعلم من عملية التدريس.
لقد أظهرت المعلومات التي تم جمعها في المراجعة بأن المجتمعات التي تبحث بعملية التدريس لديها القدرة على المساهمة في خدمة معلمي المدارس الابتدائية والثانوية في العديد من المجالات.
في إسرائيل وحول العالم، يتم الآن استخدام تعلم المعلم من عملية التدريس على نطاق واسع، ويتم ذلك بشكل أساسي في مجالات العلوم والرياضيات وتعليم اللغة. ونوصي هذه الورقة البحثية باستثمار الجهود في توسيع مجال استخدام مجال تعلم المعلم من عملية التدريس بحيث يشمل أيضًا مجالات الفكر.
كما تبين من الأدبيات النظرية بأن لدى المعلمين ميل إلى لمواجهة صعوبة في تنفيذ توصيات مجتمعات التعلم المهنية، ويظهر ذلك من خلال المشاركة السلبية، أو عدم الرغبة في قبول النقد من الآخرين.
كما ويجب تفضيل روتين العمل في حالة فريق لتعلم المعلم من عملية التدريس والمناقشات المهنية الجماعية والعمل التعاوني على النقل أحادي الاتجاه للمعرفة والمهام الشخصية.
وكشفت الأدلة الملموسة من الفصول الدراسية والأصدقاء والفرق والمجموعات والمجتمعات للمعلمين الذين يتعلمون من التدريس عن أساليب عملهم، والتي تتعرض للتنوير والتعليقات. ولقد تم تطوير مناقشة مثمرة حول القضايا ذات الصلة والمثيرة، من منطلق السعي للتعلم، لتصبح أكثر فاعلية وكفاءة، وللتحسين.
وتوصي الدراسة بأنه يجب على المجتمع المخصص لتعلم المعلم من عملية التدريس الكشف عن الثقة وتعزيز الشعور بالانتماء بين المشاركين. ومع ذلك، ومن الطبيعي فإن الإفصاح عن الزملاء والمعينين وأعضاء المجتمع المتأصل في تعلم المعلم من عملية التدريس، قد يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة. وعليه من المهم الحفاظ على جو تعاطفي، يحترم الزمالة، وموجه من قبل شخصيات ذات خبرة وذكاء (عاطفيًا وفكريًا).
أما بالنسبة لمكان المنصات عبر الإنترنت في تعلم المعلمين من عملية التدريس يبدو أن استخدام الوسائل الرقمية والافتراضية وعبر الإنترنت يشمل جعل التعلم تجربة فريدة ومهمة ومستقبلية. علاوة على ذلك، يمكن للتفاعلات عبر الإنترنت تحسين التوجيه ومحو الأمية الرقمية للمعلمين.
وأما بالنسبة للنماذج في مجال التعليم الابتدائي وما بعده، فهنالك نماذج مختلفة ومتنوعة للمعلمين للتعلم من عملية التدريس. وفي معظمها بمثابة دليل لتحسين السلوكيات الذاتية، والمهنية وزيادة الوعي. ومعظم هذه النماذج تعتمد على العمليات الدورية التي تتطلب التخطيط الذاتي، التأمل والملاحظة واستخلاص النتائج والسعي للتحسين. بالإضافة إلى ذلك، سواء كان منتدى تعلم المعلم من عملية التدريس، فردي أو الجماعي، يجب أن تكون عمليات البحث منهجية وموثقة.
إلى حد كبير، تعتمد العمليات التي يتعلمها المعلمون من عملية التدريس بشكل حاسم على الدوافع الداخلية للمعلمين والموارد المتوفرة. ومن جلسات التعلم وزيادة إمكانية تنفيذها في المناهج الدراسية. وعليه توصي هذه الدراسة بأن تقوم مؤسسات التأهيل والتدريب للمعلمين بتنفيذ مثل هذه الجلسات التعليمية وزيادة إمكانية تنفيذها في المناهج الدراسية، أما بالنسبة لدراسات التمثيل التدريسي، فيبدو أن مستقبل تعلم المعلم من عملية التدريس يكمن في التصوير التعاوني والمحاكاة المبتكرة.
تتمثل أكبر التحديات المستقبلية في دفع الإصلاحات في التعليم في القدرة على منح المعلمين دعمًا مهنيًا طويل الأجل يمكن أن تساعده على الاحتراف في التعلم.
وفي الختام، نعود ونذكر بأن النظام الذي يسعى للحفاظ على جودة المعلمين وتطويرهم مهنيًا والنهوض بهم، يجب أن يأخذ في الاعتبار عبء العمل الذي يقومون به، وعليه يجب تخصيص الوقت لهم والفرص للتطوير المهني التي تركز بشكل كبير على التعلم من عملية التدريس. وبعبارة أخرى ، يجب أن يكون تعلم المعلمين من عملية التدريس جزءًا من وظيفتهم، ولا يضاف اليها. وإذا أمكن، يجب أن يُمنح المشاركون مكافأة رمزية لمشاركتهم في هذه العملية الهامة.
إضافة تعليق: