المصدر: المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 2023، 19(1)، 83-100
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى إلقاء الضوء على الأُطر والممارسات العالمية الداعمة للخبرات الميدانية في برامج إعداد المعلِّم، والتي تنادي بها هيئات الاعتماد الدولية. وجاءت أهمية الموضوع من خلال عضوية الباحثة في لجان برامج إعداد المعلِّم لوزارة التعليم بالتعاون مع الجامعات السعودية على مدار العامين الماضيين، واعتقادها بضرورة السعي نحو تحديد أُطر عمل واضحة وأكثر تفصيلًا في موضوع الخبرات الميدانية، وتأمل الباحثة بأن تُقدم هذه الورقة الجديد للمكتبة العربية في مجال إعداد المعلِّم، والمزيد من التأصيل لموضوع الخبرات الميدانية؛ فثمة ندرة في الكتابات والبحوث العربية في موضوع الخبرات الميدانية في برامج إعداد المعلِّم، وعناصر وآليات نجاحها على المستويين النظري والتطبيقي.
ولتحقيق أهداف الورقة تمت مراجعة الأوراق العلمية التي راجعت أدبيات الموضوع المتوافرة لتطوير النظرية، وفيها يمكن تقديم معلومات تجريبية بحسب تأثيرها في موضوعات النظرية، من أجل توسيع الأبنية المفاهيمية للنظرية وتنقيتها وتحليلها.
من خلال المراجعةِ للخبراتِ الميدانية، بوصفها أحد العناصر الأساسية في برامج إعداد المعلم، تم تحديد (4) عناصر لنجاحها، وهي: الشراكاتُ، والهياكلُ التنظيمية (بنية المواضع التدريبية)، وجودةُ ونوعيةُ الدعم، وانخراطُ الطلبةِ المعلمين بأنشطة حقيقية، كما تناولت عنصر الشراكة بين الجامعةِ والمدرسةِ، حيـثُ تمتلك الشراكات القدرة على التغلب على معظم التحديات، كما وتخلق مساحاتٍ لفرص التعلُّم ذات المنفعةِ المتبادلةِ لصالح جميع الأطراف. كما وتم وصف أُطر وممارسات داعمة للخبراتِ الميدانية في برامج إعدادِ الطلاب المعلِّمين، ونقلها من الممارسة المتبعة في الشراكة التقليدية إلى تلك الأنواع من ممارسة الشراكة الموصوفة في مجلس اعتماد إعداد المعلِّمين (CAEP). كما ولخَّصت المعايير اللازمة لفحص مستوى الشراكة، وذلك في ضوء مراجعة الباحثة للأدبيات التي تناولت تجارب الجامعات العالمية في هذا المجال خلال العقد الماضي.
واختتمت بأن بناء خبرات ميدانية قائمة على الشراكة الفاعلة في برامج إعداد المعلم قد يكون طريقًا طويلًا يشوبه العديد من المنعطفات، ولكنه طريق يستحق العناء؛ فهو وحده أداة التغيير وإحداث نقلة في إعداد المعلِّمين بصورة هادفة، والدفع بالخبرات الميدانية نحو الممارسة الفعلية، وربط النظرية بالتطبيق.
إضافة تعليق: