مقياس المهارات ما قبل الأكاديمية للكشف عن أطفال المدرسة المعرضين لخطر صعوبات التعلم

المصدر: مجلة الإرشاد النفسي، 2023، 75(4)، 1-70

هدف البحث الحالي إلى إعداد مقياس لتقييم المهارات ما قبل الأكاديمية للكشف عن أطفال المدرسة المعرضين لخطر صعوبات التعلم، والتحقق من صدقه وثباته واستخراج معاييره، وذلك من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة والأنشطة التي تهدف إلى تقييم تلك المهارات، ولقد عُرفت اجرائيًا على أنها تلك المهارات والسلوكيات التي يتعلمها الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والمراحل الابتدائية الأولى وتُعد ذات أهمية بالنسبة لهم حيث تكون بمثابة استعداد وتهيئه لاكتساب المهارات الاكاديمية فيما بعد ويشتمل المقياس على المهارات التالية: الانتباه، والادراك البصري، وإدراك العلاقات، والتمييز البصري، والتمييز السمعي، والتمييز السمعي البصري، والتآزر البصري الحركي، والوعي الفونولوجي، والاغلاق البصرى، والاغلاق السمعي، والذاكرة البصرية، والذاكرة السمعية، وتكوين المفهوم.
ويمكن تعريف أطفال المدرسة المعرضين لخطر صعوبات التعلم اجرائيًا بأنهم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7-6 سنوات ممن ينتظمون في الصفوف الأولى الابتدائية، ولديهم مؤشرات دالة على ضعف في المهارات ما قبل الاكاديمية التي تستدعى الحاجة الى تدخل حتى لا تتفاقم مستقبلاً.
ومن مراجعة الدراسات العربية والأجنبية السابقة ذات الصلة تبين وجود علاقة طردية بين المهارات ما قبل الاكاديمية وتحسين التعلم لدى الأطفال، ولهذا فإن القصور في مهارات ما قبل الاكاديمية لدى الأطفال العاديين أو الأطفال المعرضين لخطر صعوبات التعلم، يؤثر بالسلب على اكتساب الطفل لمهارات القراءة، والكتابة، والحساب فيما بعد؛ مما ينتج عنه ما يسمى بصعوبات التعلم.
وأما مصادر إعداد مقياس تقييم المهارات ما قبل الأكاديمية فقد شملت كل من: الأطر النظرية المتاحة في مجال صعوبات التعلم بصفة عامة، والأطفال المعرضين لخطر صعوبات التعلم بصفة خاصة؛ وذلك لتحديد المهارات الفرعية التي تتضمنها المهارات ما قبل الأكاديمية؛ والاطلاع على الكثير من الدراسات والبحوث ذات الصلة بموضوع المهارات ما قبل الأكاديمية؛ والاطلاع على عدد من المقاييس الخاصة بالمهارات ما قبل الأكاديمية؛ وأخيرًا الكتب المدرسية للصف الأول الابتدائي حيث تم عمل تحليل محتوى للمنهج لاشتقاق بعض المهارات التي تم وضعها في المقياس.
ولتحقيق هدف الدراسة قام الباحثون بإعداد مقياس بصورة مبدئية؛ وتكون من (109) مهام موزعه على ثلاثة عشر بُعدًا وهي الانتباه، والادراك البصري، وإدراك العلاقات، والتمييز البصري، والتمييز السمعي، والتمييز السمعي البصري، والتآزر البصري الحركي، والوعي الفونولوجي، والاغلاق البصري، والاغلاق السمعي، والذاكرة البصرية، والذاكرة السمعية، وتكوين المفهوم.
بعد ذلك تم تطبيق المقياس في صورته الأولية على عينة مكونة من (230) طفلاً وطفله من الأطفال في الصف الأول الابتدائي تراوحت أعمارهم ما بين (6-7 سنوات) للوقوف على مدي وضوح المهام ومدى استيعابها من قبل الأطفال، كما وتم عرضه على مجموعة من المحكمين للتحقق من صدقه، وتم الإبقاء على المهام التي حصلت على نسبة اتفاق 90% فأكثر.
وأخيرًا تمت إعادة صياغة العبارات التي احتاجت لإعادة صياغة، وتغيير بعض الصور لعدم ملاءمتها لسن الأطفال في المرحلة العمرية، وتكون المقياس في صورته النهائية من (85) مهمه موزعه على الثلاثة عشر بُعدًا الذي تكون منها المقياس، وبالتالي أصبح المقياس يتمتع بدرجة عالية من الصدق والثبات، وصالح للاستخدام علميًا، وبدرجة عالية من الثقة.