المصدر: مجلة اتحاد الجامعات العربية للبحوث في التعليم العالي، 2024، 44(1)، 61-71
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى معرفة أثر التربية الرقمية على التعليم الجامعي، وتسليط الضوء على المعوقات التي تواجه استخدام التربية الرقمية في المؤسسات التعليمية، وأوردت الدراسة أهمية استخدام التربية الرقمية في العملية التربوية، وبعض الطرق التي من خلالها يمكن التفاعل الإيجابي مع الحياة الرقمية بالعملية التعليمية، للوصول إلى مواكبة الواقع بصورة يمكن وصفها بالصحيحة، ولتتم الاستفادة من الأدوات الرقمية من خلال المهارات والمعارف التي يتطلبها العصر.
ولتحقيق أهداف الورقة عُرفت المصطلحات ذات الصلة بالدراسة، وهي: التعليم الإلكتروني، والتعليم الرقمي وهو التعليم القائم على الاستفادة من الوسائط الرقمية من خلال خلق بيئة تفاعلية في عملية الاتصال بين المعلمين والمتعلمين والمدرسة، والعملية التربوية، والتربية الرقمية.
بعد تعريف المصطلحات عُرض الأدب النظري ذو الصلة بموضوع البحث من خلال العناوين الرئيسة التالية: التربية الرقمية والعملية التربوية، وذكر بأنه يمكن أن يكون التداخل بينهما جزئي، ومختلط بين التربية الرقمية والتعلم التقليدي والنموذج الرقمي في التعليم، ويمتاز هذا النموذج بتجاوزه حدود الزمان والمكان.
في البند التالي تناولت الورقة أهداف استخدام التربية الرقمية في العملية التعليمية، ومتطلبات تطبيقها، والمهارات المطلوبة للاستفادة من التربية الرقمية بالعملية التربوية، والعلاقات في التربية الرقمية بين طرفي عملية التعليم: المعلم والمتعلم، ومن ثم المعوقات التي تواجه استثمار التربية الرقمية بالعملية التربوية، ومنها ما يرتبط بالنظام التربوي التعليمي، وما يرتبط بالمعلم، وما يرتبط بالطالب، وأخيرًا ذكرت أهمية استثمار التربية الرقمية في العملية التربوية.
مما سبق أمكن الاستنتاج بأن التربية الرقمية تُثري العملية التربوية والتعليم الجامعي وتشكل فرصة للعمل على تطويره، بشرط الإمعان بالأدوات والمهارات الرقمية والتي تمتاز بتجددها المستمر، وعليه تجدر الإشارة إلى أن التربية الرقمية هي ليست فقط الأجهزة أو الأدوات بل يدخل فيها المنهجية والطريقة التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف المطلوبة للوصول لأفضل الطرق التعليمية في العملية التربوية.
وتوصي الدراسة ببناء منهج تدريبي متكامل لكل من المعلم والمتعلم لامتلاك الأدوات والمهارات اللازمة لتحقيق الاستفادة القصوى من التربية الرقمية، وتُختتم بأنه من الضروري ضرورة فتح المجال لنشر وصناعة المحتوى المعلوماتي الرقمي للطلبة لكي تظهر مساهمتهم من خلال المنصات المتاحة.
إضافة تعليق: