السلوكيات النمطية لذوي اضطراب طيف التوحد … الأسباب والعلاج

المصدر: موقع تعليم جديد، 2024

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى التعريف بمفهوم اضطراب طيف التوحد، وما هي أسبابه وطرق علاجه.
يُعرف اضطراب طيف التوحد بأنه اضطراب نمائي ينطوي على تحديات مستمرة في التواصل الاجتماعي والاهتمامات المقيدة والسلوك المتكرر، وتختلف درجة وشدة التوحد وسماته من شخص لآخر.
من خلال البحوث الكثيرة التي أجريت على ذوي اضطراب طيف التوحد تم تحديد ثلاثي أعراض لتشخيص اضطراب طيف التوحد، وهي: قصور في مهارات التواصل الاجتماعي، وسلوكيات نمطية متكررة بلا رادع، واهتمامات مُقيّدة بأشياء ليس لها معنى.
ومن أعراض القصور في مهارات التواصل الاجتماعي العجز والقصور في المهارات الاجتماعية، وعدم القدرة على تكوين علاقات مع الأخرين، وصعوبة اللعب مع الآخرين، وقلة المهارة بالتواصل اللغوي.
ويمكن تعريف السلوكيات النمطية على أنها سلوكيات شاذة تظهر على شكل استجابات مختلفة من الناحية الشكلية وهي سلوكيات يقوم بها الطفل ذو الإعاقة ليست لها وظيفة أو غاية؛ وقد تتسبب هذه السلوكيات لتشتت الانتباه وعدم التركيز وقد تصل إلى حد الإيذاء، وعادة ما تكون متكررة وثابتة وصلبة (وعنيدة) وغير مقبولة أو غير مناسبة للموقف. وهناك العديد من السلوكيات النمطية التي يمكن حصرها بثلاث مجموعات، وهي: سلوكيات نمطية حركية، وسلوكيات نمطية صوتية، وسلوكيات نمطية بصرية.
أشارت العديد من الدراسات الطبية والتربوية إلى الأسباب التكيفية للسلوكيات النمطية التي قد يقوم بها الشخص الطبيعي للتخفيف من توتره وقلقه، وكذلك الأشخاص الذين يتم وضعهم بظروف وضغوط معينة كالحبس والانتظار الطويل؛ ويمكن تلخيص الأسباب بكل من: تكيفية نتيجة الضغوط التي يتعرض لها الفرد، وكثرة المثيرات الحسية الشديدة التي لا يستوعبها الطفل، وضعف بناقلات المثيرات العصبية بالقشرة المخية.
وأما علاج السلوكيات النمطية لدى ذوي طيف التوحد فيمكن أن تكون بإحدى الطرق التالية: استخدام فنيات العلاج السلوكي وتحليل السلوك التطبيقي، وتركز هذه الطريقة على تقليل السلوكيات غير المرغوبة وزيادة السلوكيات المرغوبة، وتعميم السلوكيات المرغوبة على البيئات والمواقف الجديدة. ومن شروط نجاح هذه الطريقة تنفيذ العلاج في سن مبكرة، بما يعرف بالتدخل المبكر، وفي فترة لا تقل عن 20 ساعة أسبوعيًا، ومشاركة الوالدين والأسرة في تنفيذ العلاج. والطريق الثانية العلاج الدوائي ويقو-م بها أطباء والمتخصصون لذلك. والطريقة الثالثة والأخيرة العلاج باستخدام برامج التأهيل المهني والتكامل الحسي والتدريب العقلي.