المصدر: مجلة آفاق علمية، 2023، 15(1)، 292-304
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى التعريف بالتعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني، وما هي فوائده؟ وكيف يمكن له أن يُسهم في تطوير وترقية اللغة العربية؟
بداية تعتبر اللغة وعاء الثقافة والفكر والحضارة، وهي الكيان الذي بُعرف به كل قوم عن غيره من الأمم، فاللغة العربية هي ممثل الحضارات العربية عبر مر الأزمان وهي بمثابة الهوية والتاريخ للشعوب العربية والإسلامية التي تنطق بها. كما أن اللغة العربية تُعدّ من اللغات الساميّة الحيّة التي تزخر بكثير من الألفاظ الراقية والعميقة في تصويرها، وهي لغة اشتقاقيّة بحتة، لا تضاهيها لغة أخرى نظرًا لذلك الكم الهائل من المفردات البليغة والمعجزة، وأكثرها موجود في كتاب الله الفرآن الكریم المُنزه والمحفوظ.
وبناءً على ذلك، أصبحت اللغة العربية برونقها تُساير وتُواكب العصر الحديث، من حيث التطورات المعلوماتية والتكنولوجية، وتُسهّل على المتعلمين التعامل معها وتعلّمها بمنتهى السهولة ومن أي مكان كان، وفي أي وقت، عبر تقنيات إلكترونية متطورة.
إن إدراج الوسائل التكنولوجية المعلوماتية داخل المؤسسات التعليمية من أجل إغناء النظام التعليمي، والرفع من مستوياتها التطبيقية أصبح الآن واقعًا تفرضه الظروف العلمية، وتكنولوجيا الاتصال العالمية الحاضرة، وذلك بالنظر إلى أهميتها الاجتماعية والثقافية، وضرورة تحتمها الرغبة الملحة في انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها الاجتماعي وعلى ميدان الشغل، مما يستوجب القيام بدراسات حول: التخطيط والإنجاز والتقييم للمسار التعليمي.
لتكنولوجيا المعلومات الأثر البالغ في النهوض بالتعليم من أكثر من موقع تعليمي عن بُعد، وهذا ما سهل على الكثيرين من محبي اللغة العربية من فئة الناطقين بغيرها في تعلمها والتعامل بها، بفضل التقنيات الجديدة التي قربت المسافات، وحققت للكثيرين مبتغاهم العلمي الذي كانوا يصبون إليه، فأصبحت تٌستعمل في الملتقيات الدولية والوطنية ومختلف التظاهرات العلمية وحتى المقابلات الصحفية وغيرها من مظاهر تجديد العلم والمعرفة.
ويقوم التعليم الإلكتروني بدور هام من خلال تفاعل المعلّم مع محتوى المعلومات، ومعالجة الطالب للمعلومات المقدمة له أثناء العملية التعليمية، فكل متعلّم يبني معارفه الجديدة من خلال عملية تواؤم شخصي مع المعلومات الموجودة في بناءه الإدراكي السابق، وبسبب تفاعله مع المحتوى الجديد، والذي يقود إلى التغيير في قدرة المُتلقّي على الفهم.
يهدف هذا التفاعل إلى دعم عملية التعلّم وتقويم أداء المتعلم وحل جميع ما يعترضه من مشكلات في حالة التعليم عن بُعد، وهذا ما يحدث في معظم الأحيان من خلال وسائط الاتصال الحاسوبية؛ حيث يكون التفاعل بين شخصين أو ثلاث او أكثر من خلال الوسائط الحاسوبية، أو الروابط مثلما حدث في الآونة الأخيرة مع أزمة الكوفيد المستجد، والذي جعل العالم ككل يتعامل عن بُعد عبر هذه الوسائط المتاحة قصد تجنب الإصابة بالوباء.
إضافة تعليق: