التعليم والحروب (الانتهاكات والأضرار)

منشور: 
2024

المصدر: موقع تعليم جديد، 2024

تؤثر كوارث الحروب على كل مناحي الحياة، ومنها الأنظمة التعليمية والتي تتعدد أوجه التأثير عليها، كما أن الدول والمناطق التي تأثرت بكارثة الحرب سابقًا والدول التي تشتعل فيها نيران الحرب حاليًا والتي ستشتعل فيها نيران الحرب مستقبلاً شهدت وستشهد الكثير من التوترات والعراقيل التي أدت وسوف تؤدي إلى توقف العملية التعليمية والأنشطة ذات الصلة بها، والسؤال ما هي الانتهاكات والأضرار بالتعليم نتيجة الحروب؟ وما هي الاحتياطات التي يمكن أن تقلل أو تحد من الانتهاكات المرتبطة بالتعليم عند حدوث الحروب؟ وما هي الحلول التعليمية المتاحة في حال استمرار الحروب لفترة زمنية طويلة يمكن أن تؤثر على التعليم؟
بداية يجب أن نضع بعين الاعتبار المسلمات الاتية: التعليم حق للجميع دون تمييز وفي جميع الأوقات، بما في ذلك وقت انعدام الأمن وبغض النظر عن الظروف التي نحيا بها. وينبغي ألا يكون التعليم متوفرًا فحسب بل يجب أن يكون ملائمًا وميسرًا وكافيًا. والتعليم مصطلح واسع يشمل جميع الأنشطة الممنهجة والمصممة لتلبية حاجات التعلم ويشمل جميع الكوادر البشرية من معلمين وطلاب وعاملين وباحثين وإداريين كما يشمل المباني والأجهزة التقنية والتكنولوجية المسهلة والمساعدة على نجاح العملية التعليمية والتربوية. وهذا المفهوم تفصيلي تبناه المقال لأهميته في توضيح متى يمكن الحكم على أن الحرب الدائرة تعدت هدفها الى انتهاك حرمة وبنية التعليم، وهو مفهوم تم تبنيه بعد الاطلاع على أحد الكتب المهمة بعنوان (حماية التعليم في ظروف انعدام الأمن والنزاعات المسلحة – دليل قانوني) وهو المرجع الرئيس الذي اعتمد عليه هذا المقال.
في ظل الحروب والنزاعات المسلحة كثيرةٌ ومتعددة هي الآثار التي تطال التعليم ونقف على الآتي منها: تعطل عجلة التعليم أثناء حدوث الحرب لعدم إمكانية فتح المدارس بسبب مخاوف تتعلق بالأمن والسلامة، تدمير المنشآت التعليمية نتيجة تعرضها للقصف او نتيجة استخدامها لأغراض عسكرية، والتشريد القسري للسكان ومنهم الطلاب داخل حدود دولتهم أو خارجها، وتضرر التعليم عندما يُستخدم كأداة للدعاية الحربية أو وسيلة لبث التمييز او التحريض بين الجماعات المختلفة.
والسؤال كيف نحمي التعليم من الانتهاكات أثناء الحرب؟ إن الحد من انتهاك التعليم يرتبط بالضرورة بتثقيف العاملين بالتعليم بل والمنخرطين في النزاعات المسلحة أنفسهم حول الالتزامات تجاه التعليم، وهذا التثقيف والمعرفة والدراية – بالحد المعقول على الأقل – يُعدّ رفعا لمستوى الوعي بشأن الأحكام والقوانين والاتفاقيات ذات الصلة بالتعليم الموجودة في: القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، القانون الدولي الجنائي. كما يمكن أن تُتخذ كل أو بعض الحلول والمعالجات علمًا بأن التركيز هنا على المعالجات التي يمكن أن تُقدم للأطفال النازحين داخل الدولة المتأثرة بالحرب أثناء حدوثها، كفتح المدارس في المناطق الآمنة وهذا قد يكون مناسبًا عندما تكون مناطق العمليات العسكرية بعيدة عن المناطق السكنية، والخ.
2105.
 

التحديث: يونيو. 12, 2024
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: