المصدر: مجلة خطوة، 2023، 47، 45-49
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى بيان كيف يمكن توظيف المسرح في العملية التربوية؛ فهو يقدم المادة التعليمية للطفل بصورة تمثيلية مشوقة ومبسطة بواسطة العرائس، ويقدم الأحداث بشكل حماسي عبر حركات وقفازات العرائس على المسرح، والذي أصبح أداة تدريسية تساعد على بناء مهارات الطفل، وتعزز فهمه للدرس داخل الصف والتي تتم عن طريق تكوين ورش عمل لبناء محتوى المنهج.
ويهدف مسرح الطفل إلى تبسيط المحتوى التعليمي المقدم للأطفال تبعًا لمراحلهم العمرية، حيث يقدم المناهج التعليمية في سياق درامي غنائي ويشارك في ذلك الأطفال والمعلمون والجمهور؛ أضف إلى ذلك طاقم المسرح.
وتأتي أهمية مسرح الطفل كونه يمثل أقوى معلم للأخلاق والقيم، وخير دافع للسلوك الطيب، كما يعد المسرح وسيلة لعلاج المشكلات الاجتماعية من خلال الالتحام المباشر بين الممثلين والجمهور بلا حواجز؛ كما ويكشف المسرح عن مشاعر وانفعالات الطفل؛ وعليه يعد وسيلة لتخفيف الضغط والتوتر النفسي، كما ويبسط المسرح المعلومات المعرفية للطفل بطريقة شيقة، وينشط خيال الطفل، ويعزز الانتماء الوطني لدى الطفل في الروضة من خلال ما يقدمه له؛ كما ويثري المسرح حاسة التذوق الفني والجمالي لدى الطفل.
ومن أهم صفات المسرح الموجه للأطفال بأن تكون لغته بسيطة وسلسة ومعبرة وتنفذ بسهولة إلى ذهن الطفل، وأن يكون زمن المسرحية مناسبًا للفئة العمرية من الأطفال، ويكسب الطفل قيمًا تربوية وسلوكية، وينبغي الإكثار من الألوان المبهجة والمزركشة ذات الألوان الزاهية من دون إبهار مبالغ فيه.
وأما أنواع العرائس المستخدمة بالمسرح فهي متنوعة من حيث الحجم، ومن حيث الصور، ومن حيث المواد المصنوعة منها. وأما طرق عرضها فتتمثل بدمى الخيوط (المار يونيت)، ودمى خيال الظل، ودمى العصا، والدمى القفازية أو الكفوف، والدمى المائية.
وإذا كانت للمسرح هذه الأهمية في حياة الطفل؛ فإن على الوالدين مهمة عظيمة في استثمارها لضمان مستقبل أفضل لأطفالهم، وهي مهمة ليست سهلة، ولكنها في الوقت نفسه غير مستحيلة، ولذا مما عليهم: أن يكونوا قدوة للطفل، ومناقشة العمل المسرحي مع الطفل، وتقديم القيم الإيجابية في النصوص المقدمة، والاهتمام بمسرح الطفل، وتقديم المعلومات للطفل بشكل مسرحي وشيق، واستخدام المسرح لحل المشكلات الاجتماعية، والدمج بين الترفيه والتعليم.
- السابق
- |
- التالي
إضافة تعليق: