المصدر: موقع تعليم جديد، 2024
هدفت الورقة البحثية الحالية إلى تناول مفهوم التعليم الأخضر، وفوائده، والجوانب الرئيسة للتعليم الأخضر، ومبادئ التعليم الأخضر عبر مختلف المراحل التعليمية، ودمجه في المناهج الدراسية، وبيان أهمية التعليم الأخضر في المراحل الدراسية المختلفة، وأخيرًا المقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الأخضر والمستدام.
تنطلق فلسفة التعليم الأخضر من ضرورة الحفاظ على البيئة ومواردها، ونشر الوعي بالقضايا البيئية وأخطارها على الحياة بكوكب الأرض، من منطلق أن الأخطار البيئية لا تشكل تهديداً للبيئات الطبيعية فحسب بل تمتد ايضاً للحيلولة دون تحقيق تنمية اقتصادية في المجتمع. وعليه، يلعب التعليم الأخضر دورًا حاسمًا في معالجة التحديات البيئية الملحة التي يواجهها العالم الحديث. ومن خلال دمج مبادئ الاستدامة في المناهج الدراسية، يتم تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة تعطي الأولوية لحماية البيئة. ومن أهم فوائده تعزيز الخيال والدافعية لدى الطلبة، وتعزيز التفكير الناقد والابداعي.
ومن أهم جوانب لتعليم الأخضر الوعي البيئي، والاستدامة، والنهج المتعدد التخصصات، والتفكير النقدي، والمنظور العالمي، والتعلم مدى الحياة. ويدخل التعليم الأخضر في جميع مراحل التعليم بداية من التعليم الأساسي ويليع الإعدادي حتى التعليم العالي مرورًا بالتعليم الثانوي، ويتم التعلم من خلال التجربة، ومن خلال المسؤولية البيئية والمشاركة المجتمعية.
وتتمثل إحدى الاستراتيجيات الفعّالة لدمج التعليم البيئي في المدارس، هو دمج مبادئ الاستدامة في المناهج الدراسية، بدلاً من قصرها على مجال معين. ومن خلال دمج المفاهيم البيئية في موضوعات، مثل: العلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية، ومن أهم استراتيجيات التعليم الأخضر التعلم القائم على المشروعات، والتعلم الافتراضي، والتعلم القائم على المهام الأدائية.
وختامًا فإن دمج التعليم الأخضر في المناهج الأكاديمية أمر بالغ الأهمية لتعزيز الوعي البيئي وممارسة الاستدامة بين الطلاب. ومن خلال التعلم التجريبي، يمكن للطلاب اكتساب المعرفة العملية حول القضايا البيئية، ومن خلال دمج مفاهيم الاستدامة، بمختلف المواد الدراسية، تستطيع المدارس أن تنتج أفرادًا واعين بيئيًا. وأظهرت بعض الأبحاث أن التعليم الأخضر لا يفيد البيئة فحسب، بل يعزز أيضًا الأداء الأكاديمي للطلاب. ومع ذلك، لتحقيق إمكانات التعليم الأخضر بشكل كامل، يُعد الدعم المستمر والتعاون من المعلمين وصانعي السياسات والمجتمع أمرًا ضروريًا. ومن خلال العمل معًا، يمكننا خلق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
إضافة تعليق: