تشكيل المستقبل بأيدينا: قدرات الطباعة ثلاثية الأبعاد في التعليم

المصدر: موقع تعليم جديد، 2024

هدفت الورقة البحثية الحالية إلى بيان أهمية وجود الطابعة ثلاثية الأبعاد في المدارس والجامعات حيث تُساعد على خلق العديد من الفرص، ودعم الابتكار، والاختراع، وتعزيز مهارات التفكير المختلفة وحل المشكلات، فمن خلال طباعة الأشياء سيتعين على الطالب أن يتعلم مواجهة المشكلات العملية وحلها، كما يُسهل هذا النوع من الطابعات على المعلمين جذب اهتمام طلابهم وخلق الإثارة لديهم مقارنة بمجرد عرض التمثيلات التصويرية للأشياء والدور السلبي للمتعلم.
تمتاز الطابعات ثلاثية الأبعاد بالدقة، وجودة المُنتجات المطبوعة، وتمثيل الأجسام التي من الصعب أو المستحيل إنتاجها بأي وسيلة أخرى، مما يعزز ذلك التعلم عن طريق العمل من خلال تصنيع النماذج الأولية، وسيتمكن الطلاب من إنتاج نماذج مصغرة واقعية ثلاثية الأبعاد، ويُمكنهم من صناعة ما يحتاجونه كطلاب للهندسة، والعمارة، وفنون الوسائط المتعددة، والتاريخ، والجغرافيا والعلوم.
يُمكن للطابعة ثلاثية الأبعاد أن تُستخدم في عدة مجالات في التعليم، ومن أمثلة ذلك أنها تُمكن طلاب التاريخ طباعة القطع الأثرية التاريخية لفحصها، وتُمكن طلاب التصميم الجرافيكي طباعة إصدارات ثلاثية الأبعاد من أعمالهم الفنية، كما تُمكن طلاب الجغرافيا من طباعة الخرائط الطبوغرافية أو الديموغرافية أو السكانية، وتُمكن طلاب الكيمياء من طباعة نماذج ثلاثية الأبعاد للجزيئات، وتُمكن طلاب الأحياء من طباعة الخلايا، الأعضاء، والفيروسات وغيرها من الجسيمات البيولوجية، وتُمكن طلاب الرياضيات من طباعة نماذج ثلاثية الأبعاد للمسائل التي يتعين حلها.
لا شك أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تعمل على تحسين جودة وفعالية التعليم، سواء على مستوى رياض الأطفال أو المستوى الجامعي، فقد انخفضت تكلفة الطابعات والمواد اللازمة للطباعة ثلاثية الأبعاد القائمة على الخيوط بشكل كبير على مدى العقد الماضي، وبنفس الوقت تحسنت جودة الطباعة ثلاثية الأبعاد، وإمكانية الوصول إليها واستخدامها في التعليم، مدعومة في المقام الأول بالأدوات والملفات والمعلومات مفتوحة المصدر.
وختامًا تعتبر الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية صناعية راسخة تُستخدم في صناعة النماذج الأولية، والمُنتجات، والمُكونات، وتتنوع استخداماتها في مختلف مجالات الحياة اليومية، وأثبتت فعالياتها في العديد من المجالات، ولذلك من المهم تجهيز الطلاب وتعريفهم بتطبيقاتها وإمكانياتها، حيث سيكون لها دورًا حاسمًا في تأهيلهم للتعامل مع عالم متزايد بالتقنيات المختلفة.