تأهيل معلمي الرياضيات في فرنسا لمعالجة أخطاء التلاميذ في المرحلة الثانوية وسبل تطوير تأهيل المعلمين في المدارس العربية انطلاقًا من التجارب الأوروبية

منشور: 
2014

المصدر: جرش للبحوث والدراسات، 2014، 15 (2)، 191-209، المؤتمر العلمي السابع "المدرسة العربية: الواقع والرؤى المستقبلية"  - جامعة جرش

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

يهدف البحث الحالي إلى معرفة: المعارف التي يجب أن يحتويها تدريب وتأهيل المعلمين، والاستراتيجيات المتبعة، وما تأثير هذا التأهيل على طرائق الطالب-المعلم في سنة التدريب؟. تساعد هذه الأسئلة مع الأرضية النظرية والمنهجية المتبعة بالإجابة بشكل مناسب على إشكالية البحث: كيف ندرب أو نؤهل المعلم المستقبلي على معالجة أخطاء التلاميذ؟

لتحقيق هذه الأهداف ينطلق الباحث من الفرضيات التالية: الأولى كلما زادت المفاهيم المرتكزة على أصول التدريس وطرائقه في محتوى التأهيل، كلما زادت قدرة المتدرب على معالجة أخطاء التلاميذ، والثانية تزداد قدرة المتدرب على معالجة أخطاء التلاميذ كلما تم تدريبه أكثر على تقمص دور التلميذ.

في هذه الدراسة سيتم التركيز على جانبين هامين في عملية تدريب المعلمين. الأول ينحصر بدراسة المعلومات والمفاهيم المطروحة في دروس التأهيل، والجانب الثاني يركز على مرحلة تدريب الطالب-المعلم في الصف ومدى تطبيقه لاحقًا لما تعلمه.

كعينة للدراسة سيتم مراقبة ثلاثة مدربين في دروس التأهيل، من ثلاث محافظات فرنسية مختلفة، كل واحد تتبع برنامجًا تدريبيًا مختلفًا عن الآخر. ثم يتم مراقبة طالب أو اثنين من كل مدرب بهدف دراسة طرائقهم التدريسية بشكل مكثف من خلال تصوير فيلم لثلاثة دروس لكل واحد من المتدربين المختارين بشكل عشوائي وبالتالي دراسة مدى تأثر هؤلاء المتدربين بالطرق التي يتبعها المدربون. وسيتم جمع المعطيات بخمس مراحل وهي: مراقبة المدربين في الدروس وتسجيلها، تعبئة استبيان من قبل الطالب-المعلم، مقابلة شخصية مع المدربين، تصوير ثلاثة دروس عند كل متدرب، تعبئة استبيان من التلاميذ. ومن معالجة المعطيات تبين:

  1. تنحصر المعلومات المقدمة للطلاب-المعلمين في السنة الأولى من التأهيل بالجانب الرياضي وببرامج السنوات الدراسية ومناقشتها ويترتب على ذلك ضعف في قدرة المتدرب.
  2. في السنة الثانية من التأهيل، يلاحظ أن المدرب الذي يركز على جانب طرائق تدريس الرياضيات في دروسه ويقلل من جانب المعلومات الرياضية المناقشة في دروس التأهيل يسلح المتدربين بأدوات تساعدهم على التعامل مع أخطاء التلاميذ. على عكس المدرب الذي يركز على الجانب الرياضي ويهمل الجانب الطرائقي في تدريس الرياضيات، فمتدربيه تنقصهم الأدوات اللازمة لمعالجة الأخطاء والتعامل معها بشكل مثمر.
  3. عمومًا دروس التأهيل لا تناقش بشكل مباشر الأخطاء وأسبابها وكيفية التعامل معها لذلك تبقى معالجتها من قبل المتدرب في الصف قاصرة على إعادة شرح المفهوم بنفس التعابير السابقة وكأن المشكلة فقط بالمفهوم.
  4. يعتمد المدربون بشكل رئيسي على مصادر ذاتية لتحضير دروسهم.< > تزال طرائق المتدربين عشوائية وغير متأثرة عمومًا بما تم تداوله وطرحه في دروس التأهيل، فهناك شرخ واضح بين دروس التأهيل من جهة والتدريب العملي داخل حجرة الصف من جهة أخرى.

في ضوء هذه النتائج هناك جملة من المقترحات توصي بها الدراسة ومنها:

  1. على دروس التأهيل أن تركز بشكل رئيس على المعارف التدريسية وأن تترك المعارف الرياضية أو أن تركز عليها بشكل ثانوي.
  2. تخصيص عدد من الحصص ضمن برنامج التأهيل لتعريف الطالب-المعلم بالأخطاء التقليدية التي يرتكبها التلاميذ في الصف على الأقل وأسبابها وكيفية التعامل.
  3. تدريب الطالب-المعلم على لعب دور التلميذ والتفكير كما يفكر ليفهم آلية تفكيره فيعرف كيف يتعامل مع أخطائه بشكل مناسب.
التحديث: يوليو. 29, 2015
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: