المصدر: مجلة المعرفة، 2016، 245
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
يهدف المقال الحالي إلى القاء الضوء على التجربة الشخصية للمؤلف والتي يمكن تلخيصها في أنه وخلال المقابلة التي أجرها داخل مكتب الأستاذة التي أشرفت على إعداده، بأنه أجهش بالبكاء، وردد من خلال تنهداته المتتالية القول: "أريد فقط أن أكون مدرّسا جيّدًا". غير أنه لم يكن يعرف كيف يقوم بذلك.
بداية انطلق من الخلفية النظرية أنه يمكن للمعلمين أن يصيروا خبراء من تلقاء أنفسهم، ولكن من جهة أخرى تبين له من خلال التجربة أنه في سبيل مساعدة (25) طفلاً على التعلم، يتطلب الأمر حسًا مهنيًا عميقًا، والذي لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريق الممارسة والخبرة المتراكمة الواسعة.
بعد مضي وقت قصير، وبعدما أجبره أستاذه على تفسير مناقشة وجهة نظر «ديوي»، بدأ بطرح الكثير من التساؤلات بخصوص المعتقدات التي كان يضمرها، والتي كانت تؤطر عملية تدريسه، أي أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال الاستفسارات، كما أنه ينبغي التعرف وتقييم ثقافات كل التلاميذ على حدة، كما يجب على الفصول الدراسية للمدارس الابتدائية أن تبني ثقافة قراءة خاصة بها، بالإضافة إلى أن الأطفال لا يتعلمون بشكل متماثل، ولكنهم يقومون بذلك بشكل متناوب واستهلالي، وما هذا إلاّ غيض من فيض. فهل يمكن لأي نجاح أحرزته كمدرّس أن يعزى إلى أكثر من هذه المبادئ التي مارستها وطبّقتها؟
ويجمل مقالته أنه في الآونة الأخيرة عملت العديد من الجامعات والبرامج التعليمية الخاصة بتأطير المدرّسين على أن تصبح أكثر تطبيقية، حيث يتوقع من الدارسين اليوم بكل من جامعتي واشنطن وميشغن أن يتقنوا مجموعة من الممارسات الأساسية للتعليم قبل تخرجهم، وهي ممارسات تختلف في طريقة طرح الأسئلة التي تبرز الأفكار المحورية للتلاميذ، والتي من شأنها أن تيسّر المناقشات داخل الفصول الدراسية في سبيل نمذجة استراتيجيات القراءة، وتهدف الدورات التعليمية للأساتذة المتدرّبين على تقييم هذه الممارسات من خلال مهامهم، حيث يحمّل الأساتذة المتدربون أشرطة فيديو حول دروسهم داخل الفصول الدراسية، مما يتيح لهم الحصول على توجيهات من طرف الأساتذة المشرفين عليهم ومن زملائهم، وخلافًا للتقنيات التي أردت اكتسابها، تبقى هذه التطبيقات ذات حجم أكبر حيث تستند على رؤية شاملة للتعليم والتعلّم المتّزن والطموح.
إضافة تعليق: