خصائص المعلمين وتعلم الطلبة: التقييم الشامل

منشور: 
2016

المصدر: الراصد الدولي – السعودية، 2016، 62، 10-15

بداية بيّن التقرير في مقدمته أن هناك جدلاً واسع النطاق، وطلبات علمية حول الموارد المتوفرة للمعلم، والتي تُعدُّ مفيدة لتحفيز مُخرجات التعلم لدى الطلبة، وقد عمد

التقرير إلى تصنيفها ضمن أربع فئات وهي: الخبرة، والمعرفة، وعقلية المعلم وعاداته، والدعم المهني للتعليم. وأشار التقرير إلى وجود عدد من الدراسات السابقة، التي قد بيّنت علاقة إيجابية قليلة بين هذه الخصائص ومخرجات الطلبة، والتي تم قياسها من خلال عمليات تقييم معيارية.

لتحليل هذه العلاقات وفهمها يقترح التقرير عملية مقارنة شاملة لهذه الموارد؛ بهدف فهم كيفية ترابطها فيما بينها، وفيما إذا كانت تؤثر وتسهم في مخرجات التعلم لدى الطلبة بشكل مستقل أو مجتمعة.

لتحقيق ذلك اعتمد التقرير على البيانات المقدمة من (306) معلمين وَ (10233) طالبًا، شاركوا في دراسة قام بها المركز الوطني لفاعلية المعلم (NCTE)، والتي تمت خلال الفترة من سنة 2010م ولغاية 2013م، وعملت على قياس موارد المعلمين التي صنفت في الفئات الاربع، وكذلك مخرجات الطلبة على مستوى المعايير الموحدة والمستوى المنخفض عبر مشروع عملية تقييم رياضية بديلة ومتطورة، حيث تم اكتشاف وجود علاقات معتدلة بين معظم المتغيرات التي تمثل موارد المعلم، وأن المتغيرات من الفئات الاربع قد توقعت مخرجات تعلم الطلبة.

في التحليل اعتمد التقرير على إستراتيجيتين تعملان على نموذج رياضي، الأولى عملت على ربط علامات المعلم من كافة الفئات الأربع، ومن ثم تم تطبيق الإستراتيجية الثانية، التي تم من خلالها توقع أداء الطلبة في الامتحانات سواء على مستوى امتحانات الرياضيات القياسية في الولاية، وعلى مستوى مشروع عمليةالتقييم الرياضية المتطورة.

ومن استخدام نموذج متعدد المستويات يضع الطلبة ضمن سلسلة المعلم، بحيث يعمل هذا النموذج الرياضي على حساب أداء الطالب في الامتحان على المستويين، من خلال جمع عدة عوامل مختلفة. وقد تم قياس هذه المتغيرات كافة من قبل العديد من المناطق والولايات، عندما تم تقدير القيمة المضافة لأداء المعلمين.

بعدها تمت دراسة الأهمية المشتركة لأداء الطلبة في الامتحانات، بالنسبة لخصائص المعلم في كل فئة باستخدام تقديرات مختلفة، حيث قام التقرير أولاً بإجراء اختبار والد (Wald Test) لاختبار الأهمية المشتركة لهذه المتغيرات في توقع مخرجات كافة الخصائص لكل فئة، وهو ما يوفر الدعم لأهمية هذه الفئات الشاملة لخصائص المعلم بالنسبة لعملية التعليم. وقام ثانيًا بتقدير مدى تفسير كل مجموعة من الخصائص للتباين في أثر المعلم على التحصيل العلمي للطلبة.

بيّنت نتائج التقرير وجود علاقات مهمة بين المتغيرات،اكما أظهرت النتائج إنحدارًا في توقعات أداء الطلبة في المخرجات، على مستوى المركز الوطني لفاعلية المعلم ومستوى الولاية، وعلى الرغم من عدم أهمية مسارات المؤهلات، إلا أن امتلاك شهادة جامعية في التعليم كان له الأثر الإيجابي في مخرجات الطلبة على مستوى الولاية، بينما كان له الأثر السلبي في مخرجات الطلبة في اختبار المشروع.

وقد بيّن التقرير بأن ما خلص إليه من نتائج يجب أخذها في الحسبان؛ لرفع مستوى أهمية عملية اتخاذ القرارات والسياسات المطبقة في هذا المجال، كما بين بأن ما خلص إليه التقرير يتحدى المنهجيات الشائعة كافة في عملية توظيف المعلم.

باختصار، لقد خلص التقرير إلى تحديد ما يمكن لجعل المعلم فاعلًا، إلا أن بعض خصائص المعلم التي تعمل على دعم فاعليته بشكل خاص تُبقى مجالًا مفتوحًا للنقاش، وعليه فإن الفائدة العلمية يجب أن تنتقل في السنوات القادمة، من مجرد استكشاف خصائص المعلم التي تساعد في عملية تعلم الطلبة، إلى عملية تعلم الطلبة نفسها، وكيف تعمل  هذه الخصائص بشكل تفاعلي على إحداث الفرق بين فاعلية المعلم وعملية تعلم الطلبة.

التحديث: أغسطس. 05, 2016
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: