إدارة التغيير المفاهيم والتطبيقات فى التعليم الجامعي: دراسة نظرية تحليلية

منشور: 
2016

المصدر: مجلة القراءة والمعرفة –مصر، 2016، 171، 249-274

تبنت الدراسة الحالية تعريف التغيير إجرائيًا على أنه "القدرة على إحداث تحول في واقع يعاني من مشاكل تعيقه عن التطوير بغية تحسينه والمضي به قدمًا نحو تحقيق أهدافه المستقبلية وهو نشاط بَشريّ واع ومقصود يتميّز بالاستمرارية". وأما إدارة التغيير فتعرّف إجرائيًا على أنها "عملية اصلاح تهدف إلى معالجة مظاهر العيوب والاخطاء والقصور داخل المنظمة ضمن خطة مدروسة دون الحاق الضرر بها".

ومن أهم الشروط التي يجب توافرها لكي يكون التغيير إيجابيًا ما يلي: وضوح الهدف من التغيير، وأن يفي بمتطلبات المنظمة والموظفين، والقضاء على أسباب الخلل، وأن يكون ضمن خطة مدروسة ومتوازنة، ورفع أثار الضعف والاختلالات السابقة عبر إزالة النواقص والسلبيات القديمة التي ثار التغيير من أجلها. وأما من حيث صور التغيير المطلوب لكي تحقق المؤسسة أهدافها فيمكن أن يكون التغيير في: العمليات، مناخ العمل، التنظيم، والنمو في حجم التنظيمات. وأما من حيث خصائص التغيير فنذكر: التكامل أو التوافقية، والمشاركة، والواقعية، والقدرة والفاعلية، والغائية، والشرعية والقانونية، والاصلاح، والمسؤولية، والإبداع، وامتصاص الضغوطات والتكيف مع الأحداث. ومن أسبابه: الحفاظ على الحيوية الفاعلة، وتنمية القدرة على الإبتكار، وإثارة الرغبة في التطوير والتحسين والإرتقاء، وزيادة مستوى الأداء. ومن أهداف برامج التغيير: زيادة قدرة المنظمة على التعامل والتكيف مع البيئة المحيطة بها، ومساعدة الأفراد على تشخيص مشكلاتهم، وتشجيعهم على تحقيق أهداف المنظمة، وبناء جو من الثقة والإنفتاح. وأما القوى الدافعة للتغيير فيمكن أن تكون خارجية كالعملاء، والمنافسة، والتكنولوجيا؛ أو داخلية مثل: الأفراد، العمليات والتنظيمات والهيكل.

بالنسبة لأنواع التغيير فهي عديدة ومنها: الشامل أو الجزئي، المادي أو المعنوي، السريع أو التدريجي، العشوائي أو المخطط. وأما خطوات التغيير وإجراءاته فهي: معرفة مصادر التغيير، وتقدير الحاجة له، وتشخيص المشكلات، والتغلب على مقاومته، وتخطيط الجهو اللازمة، ووضع استراتيجياته، والتنفيذ خلال زمن معين، ومتابعة التنفيذ.

ومن استراتيجيات التغيير: العقلانية الميدانية، التثقيف والتوعية الموجهة. ومع كل الإيجابيات التي في التغيير فلا بد من الانتباه ومعالجة المقاومة للتغيير واتباع الأساليب المتنوعة مثل: الاتصال، والحوافز، والعمل من خلال القادة، أو فرض التغيير. ولمقاومة التغيير أسباب متنوعة، وذات ميزات مختلفة، ومن هنا كانت لها استراتيجيات مختلفة للتعامل معها. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب التمييز بين المقاومة للتغيير ومعيقاته، مثل: البيئة المحيطة بالمنظومة، جمود الإدارة التعليمية، وضعف القدرات المالية، والعزلة، وانعدام الحوافز. وأما عوامل نجاح برامج التغيير فهي كثيرة ونكتفي بذكر: خلق رؤية عامة مشتركة في كل المؤسسة، وشرح وتوضيح دوافع وأسباب التغيير للأفراد العاملين، والتدريب وتشجيع الأفكار الإبتكارية. وهنا يدخل في دور الموارد البشرية في إحداث عملية التغيير. وأما أهم مراحل التخطيط للتغيير فهي: تحديد الأولويات، التوضيح، الإبتكار والإبداع، والتشكيل، والتطبيق، والمراجعة.

في ضوء ما سبق يقدم الكاتب بعض الرؤى والتصورات والأفكار التي تساعد القيادات المسؤولة عن منظومة التعليم الجامعي على تطوير أداء هذه المؤسسات لتحقيق أهدافها المرجوة مستقبلًا. 

التحديث: سبتمبر. 30, 2016
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: