تمكين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية بين إدراك القيادات ودرجة الممارسة

منشور: 
2015

المصدر: مجلة العلوم التربوية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية، 2015، 2، 279-364

هدفت هذه الدراسة إلى توضيح أبعاد المصطلح تمكين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، ورصد مدى إدراك القيادات بالجامعات السعودية لهذه الأبعاد، والكشف عن  درجـة ممارسـة القيـادات بالجامعـات الـسعودية لهامن وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، ورصــد الاخــتلاف فــي رؤيــة أعــضاء هيئــة التــدريس تبعـًا لــدرجاتهم العلميــةوجنسياتهم تجاه ممارسة القيادات بالجامعات السعودية لأبعاد التمكين، وأخيرًا تقديم تـــصورلتعزيـــز تطبيـــق تمكـــين أعـــضاء هيئـــة التـــدريس بالجامعـــات
السعودية. ويعرف مصطلح تمكـين أعـضاء هيئـة التـدريس بالجامعـات إجرائيًا على أنه بنية متعددة الأبعاد تتضمن منح أعضاء هيئة التدريس سـلطات إضـافية، واستقلالية في العمل، والمـشاركة فـي صـنع القـرارات،والقـدرة علـى التـأثير فـي نـواتجالعمل الجامعي، والإحساس بالتقـدير، والفاعليـة الذاتيـة، والنمـو المهنـي لهـم، مـن أجـلتحسين الأداء بالجامعة وتحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية.

لتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي لمناسبته لموضوع الدراسة. من خلال القسم النظري للدراسة ومسح ومراجغة الدراسات ذات الصلة يــستخلص الباحث أهــم أبعــاد تمكــين أعــضاء هيئــة التــدريسبالجامعــات، والتــي يمكــن عرضــها فــي اتجــاهين أساســيين كمحاولــة لتحديــدها وهمــا، الاتجاه الأول: مدخل العلاقات ويتضمن الأبعاد التي تساعد على تحسين أداء أعضاء هيئـة التـدريس وهي: المشاركة في عملية صنع القرارات بالجامعة، وتحفيز أعضاء هيئة التدريس، والتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس.والاتجاه الثاني: مدخل الدافعية، والذي يركز على تحـسين مـدركات أعـضاء هيئـة التـدريس بـشأن قـدرتهم علـى أداءمهامهم وتزويدهم بالدعم لتعويضهم عن الضغوط التي تمارس عليهم في بيئـة العمـل، وهي: حرية الاختيار والاستقلالية، والفعالية الذاتية، ومعنى العمل، والتأثير.

وأما القسم الميداني للدراسة فـسعى إلى معرفة مـدى إدراك القيـادات الجامعيـة لهـذهالأبعاد، ورصد درجة ممارسـتهم لهـا مـن جهـة أخـرى. ولتحقيـق أهـداف الدراسـة الميدانيـة وجمـع البيانـات المطلوبـة لهـا، أعـد الباحـث أداتـيالدراسة والتي تتمثل في استبيانين كل منها مكون من (35) فقرة موزعة على سبعة محاور تمثل أبعاد التمكين. يكشف الاستبيان الأولعـن مـدى إدراك القيـادات بالجامعـاتالسعودية لأبعاد تمكين أعضاء هيئة التـدريس، والثـاني: لقيـاس درجـة ممارسـة القيـادات
بالجامعــات الــسعودية لأبعــاد التمكــين مــن وجهــة نظــر أعــضاء هيئــة التــدريس.

وتكـون مجتمـع الدراسـة مـن أعـضاء هيئـة التـدريس والقيـادات بالجامعـاتالـسعودية، وتـم اختيـار عينـة عـشوائية مـن هـذه الجامعـات: جامعـة الإمـام محمـد بـن سـعود الإسـلامية، وجامعـة الملـك عبـد العزيـز، وجامعـةطيبة، وجامعة الطائف. شارك في تعبئة الاستبيان الأول (47) فردًا، بينما شارك في تعبئة الاستبيان الثاني (379) فردًا.

أشارت نتائج الدراسة الميدانية إلى ارتفاع إدراك القيادات بالجامعات السعودية لأبعاد تمكين أعضاء هيئة التدريس وأهميتها. وعلى الرغم من الإدراك لأهميـة أبعـاد التمكـين إلا أن هـذا الإدراك لـم يُترجم إلى الممارسة المطلوبة. وإلى عدم وجود دلالة إحـصائية للفـروق بـين متوسـطات اسـتجابات أعـضاء هيئـة التـدريس بالنـسبة للأبعـاد الثلاثـة: تطـوير شخـصية أعـضاء هيئـة التـدريس، وحريـة الاختيـار والاستقلالية، والتـأثير تبعًا لاخـتلاف الجنسية، بينما وجدت فروق دالـة إحـصائية فـي الأبعـاد الثلاثـة: المـشاركة فـي عمليـة صـنع القـرارات بالجامعـة، وتحفيـز أعـضاء هيئـة التـدريس، ومعنـى العمـل لـصالح أعـضاء هيئـة التدريس غير السعوديين،بينما كانت الفروق دالة إحصائية في بعد الفعالية الذاتية لصالح أعضاء هيئة التدريس السعوديين. وإلى عـدم وجـود فـروق دالـة إحـصائيًا فـي ممارسـة القيـادات بالجامعـات الـسعودية لبُعـدي المـشاركة فـي عمليـة صـنع القـرارات بالجامعـة، وحريـة الاختيـار والاسـتقلال مـن وجهـة أعـضاء هيئـة التـدريس تبعـًا لـدرجاتهم العلميـة، بينمـا وجـدت فـروق ذات دلالـة إحـصائية فـي الأبعـاد الأربعـة التاليـة: تحفيـز أعـضاء هيئة التدريس، والفعالية الذاتية، ومعنى العمل، والتأثير لصالح فئة الأساتذة. وكذلك هنـاك فـروق ذات دلالة إحصائية في بعد تطوير شخصية أعضاء هيئة التدريس لصالح فئة الأساتذة المساعدين.

فـي ضـوء النتـائج التـي توصـلت إليهـا الدراسـة قدم الباحث تصوره كمجموعة مـن الإجـراءات التـي يمكـن أن تنفـذها الجامعـات الـسعودية لتطبيـق مفهوم التمكين ومنها:

  1. تحديد جوانب القصور في تطبيق التمكين بالجامعات السعودية.
  2. تحسين المناخ وبيئة العمل بالجامعة.
  3. وضع استراتيجية شاملة ومتكاملة لتطبيق التمكين بالجامعات.
  4. توفير المعلومات والشفافية.
  5. التدريب والتنمية المهنية.
  6. شعور أعضاء هيئة التدريس بالتمكين ونتائجه.

ولقــد أكــدت نتــائج بعــض الدراســات علــى ضــرورة تــوافر مجموعــة مــن المتطلبــات الأساســية لتحقيــق التمكــين النــاجح للعــاملين، ومنها: الثقة الإدارية، وتأييد ودعم الإدارة العليا، وسن القــوانين والتــشريعات، ووجود رؤية مـشتركة بـين القـادة والعـاملين فـي المؤسـسة، وتدفق المعلومات، وفرق العمل، وتخصيص الوقت الكافي لعملية التمكين، وثقافــة تنظيميــة داعمــة، وإدارة لا مركزية.

التحديث: سبتمبر. 29, 2016
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: