تكنولوجيا الذاكرة وإستراتيجيات توظيفها في التعليم

منشور: 
2016

المصدر: أعمال المؤتمر الدولي الحادي عشر : التعلم في عصر التكنولوجيا الرقمية - مركز جيل البحث العلمي – لبنان، 2016، 135-152

لقد أصبح الانخراط في الثقافة الرقمية فهمًا وتحليلًا ودراسًة ضرورة حتمية يتطلبها واقع علاقة الفرد بالتكنولوجيا، ويوسم العصر الذي نعيشه بعصر المعرفة، عصر التكنولوجيا والعلم، وارتباط التكنولوجيا بالعلم قويًا، ففي حين تُعنى التكنولوجيا بصناعة الأشياء، نجد العلم معنيًا بالفهم النسقي والمنهجي الذي يحققه الإنسان، وإن دراسة التكنولوجيا في جوهرها هي دراسة إنسانية واجتماعية من منطلق أنها تعالج الأشكال والصور المتميزة للسلوك البشري داخل المجتمع مسخرة في ذلك المعرفة.

في بداية هذا المقال تتناول الكاتبة مفهوم التكنولوجيا وتطوره السريع وأثره على أفراد المجتمع عامة وعلى المعلم والمتعلم خاصة، وتذكر أنه أصبح للتعليم أنماط وأنواع كثيرة ومن أهمها التعلم عن طريق الإنترنت، أي التعليم والتعلم بتفعيل تكنولوجيا الاتصال، وبينت كيف تدعم نظريات التعليم والتعلم المختلفة (السلوكية، والمعرفية، والبنائية) أنماط التعلم الحديثة. ثم تناولت دور التكنولوجيات المعلوماتية والتي خلقت بيئة اتصالية جديدة أدخلت البشرية في سوق عالمية للمعرفة والمعلومات. ثم بحثت  في تكنولوجيا الذاكرة، وعرفتها على أنها مجموعة التكنولوجيات التي تم اختراعها عبر مراحل تاريخية لحفظ وتسجيل وتوثيق الأفكار والأحداث والقوانين، وبناء على متطلبات ظاهرة انفجار المعلومات وتطور المعرفة كان لا بد من استحداث أجهزة ذات ذاكرة قوية وقدرة عالية في تنظيم المعلومات. وأشارت إلى استراتيجيات توظيف تكنولوجيا الذاكرة في التعليم، والأنماط التطبيقية التعليمية التعلمية لها، وهي: إفراد التعليم، والتفاعل، والتمهير. وتوصلت إلى الاستنتاج بأن التنمية التكنولوجية هي بكل بساطة، وبكل وضوح، استثمار قوة العقول في الإبداع والتجديد، ورسم صورة لمستقبل أفضل.

ومن التطو التكنولوجي تتوصل إلى حتمية تطوير السياسة التعليمية، والتي تبدأ في الجامعات، ومن ثم إلى تطوير التعليم عامة. وتذكر تأثير استخدام التكنولوجيا على التحصيل اللغوي، وتعتقد بأن تحسين التعليم رهينة المعلم والتكنولوجيا، وتنتقل إلى أثر التكنولوجيا من المدرسة إلى العمل اليومي، لتصل إلى الثقافة العلمية ومجتمع المعرفة، وإن مثل هذا العمل الجبار يحتاج إلى الدعم المادي الذي تقدمه الدولة لمؤسساتها التعليمية، واإلى الدعم المعنوي المتمثل في الصبر على التعلم، والتنويه لأهمية الكتاب وخاصة طلبة العلم.

وتختتم ورقتها بعنوان المجتمع وعامل التغيير، وتعتبر بأن التغيير هو بنية الحياة ولا يوجد شيء يبقى على حاله حتى في الثقافة، فالتغيير كلي الحدوث وداخلي وضروري للاستقرار، وسيبقى مضمار التعليم هو الأهم في تكوين المعرفة وفي كل مجالات الحياة وفي تطورها في زمن طويل قادم.

التحديث: أكتوبر. 21, 2016
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: