وشم في الذاكرة (المعلم بين واقع الاحتراق وحلم الانبعاث)

منشور: 
2016

المصدر: مجلة رؤى تربوية – فلسطين، 2016، 52/51، 97-99

(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)

هذه قصة أستاذ للفلسفة في مدرسة للتعليم الثانوي التأهيلي بمدينة تيزنيت المغربية، حيث بدأت بمشاعر سعادة غامرة ليس لها حدود، ثم اصطدمت بواقع الطلبة والمدرسة، فيصف الاستاذ حاله وفقدانه لكثير من وزنه في الشهور الأولى كسيجارة مشتعلة بيد مدخن شره.

في بداية رحلته المهنية كأستاذ عمل جاهدًا على ضخ أفكار فلسفية لعقول تلاميذه مستقاة من عمالقة الفلسفة كأبن رشد، ونيتشه، وديكارت، وكانط علها تسعفهم في النهوض من سباتهم، وتخرجهم من شوائب العموميات التي تحمل أحكامًا مسبقة رسخها المجتمع التقليدي الذكوري في عقولهم. وفي هذا الإطار كتب ما نصه "كنت أوصيهم بضرورة طرق السؤال باعتباره البوابة التي ستخرجهم من الجهل وتدخلهم عالم المعرفة".

وخلال هذا العمل الدؤوب للمعلم جاءت قصة التلميذة (س،ك) التي ناولته ورقة مطوية تحمل الكثير من الأسرار، حيث أسرت له التلميذه في هذه الورقة كل آهاتها وأحزانها، وطفولتها المغتصبة من قبل أخيها الذي يكبرها سنًا، والذي كان ينهش لحمها كلما أرخى الليل أوتاره، إذ كان يغلق فمها بيد وينزع ثيابها باليد الأخرى حتى يقضي وطره منها.

مثل هذا الحدث وشم ذاكرة الأستاذ وترك فيها جروحًا وندوبًا غائرة في نفسه، وما زال يجتاح خياله حتى يومنا هذا، ولقد زعزعت هذه القصة رجولته ووظيفته كأستاذ والحقائق التي آمن بها ولقنها لتلاميذه، فكان يعيش واقع مرير ويحلم بمستقبل بعيد. 

التحديث: مارس. 28, 2017
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: