المصدر: مجلة رؤى تربوية – فلسطين، 2015، 50، 1-2
تروي هذه المقالة على لسان المؤلفة تجرببتها الشخصية عن معاملة معلمتين مختلفتين، وكيف أثرت كل معاملة منهما على حياتها الشخصية تأثيرًا دراماتيكيًا.
بدأت قصتها مع المعلمة الأولى عندما كانت تلميذة في الصف الثالث، فقالت: كنت أكره هذه المعلمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكم كانت متكبرة ومتعجرفة، واستخدمت معنا الوعيد والتهديد باستمرار، وهددت بالترسيب للصفوف الأدنى، أو بالتوجه للأهل، والعقاب أمام جميع طالبات المدرسة، وقد بلغ تراجعي في تحصيلي أدناه في ذلك اليوم الذي لن أنساه، إنه اليوم الذي قامت فيه تلك المعلمة بترسيبي من صفي الثالث إلى الصف الثاني كعقاب لي.
بقيت على هذا الحال ومع هذه المشاعر حتى الصف السابع الأساسي، وفيه اختلفت كل الموازين، وخضت تجربة من نوع آخر، فقالت: أذكر تلك المعلمة وضحكتها، كانت تعززني دائمًا وتمدحني كثيرًا. وفي الببداية كانت علاماتي متدنية، ولكن بعد تعرفي على هذه المعلمة، وكم كانت متميزة في تعاملها مع الطلبة، ومراعية للفروق الفردية، محبة تارة، ومشجعة بأخرى تغير الحال نحو الأفضل؛ لدرجة أنه ومع نهاية الفصل الأول معها أصبحت تلميذة متفوقة. وهكذا كانت نقطة التحول في حياتي الشخصية والتعليمية، وما زالت.
التحقت بجامعة بير زيت كطالبة معلمة تخصص لغة عربية، إيمانًا بكون المعلمين أرفع الناس قدرًا، وأعظمهم شأنًا،فهم الذين يرشدون العقول، ويوجهون السلوك، وعليهم أن يكونوا أصحاب فكر وحكمة، وصبر ورويّة، وإخلاص وأمانة. وأقول بأنني فخورة بكوني معلمة مربية أجيال، ومنذ أن أحببت تلك المعلمة وأردت أن تكون قدوتي، لذلك أقول وأكرر "لو لم أكن معلمة لوددت أن أكون معلمة".
إضافة تعليق: