الصبغة الإبداعية لمعلم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: هيلين كيلر وآن سوليفان نموذجًا

منشور: 
2015

المصدر: مجلة الطفولة العربية –الكويت، 2015، 17 (65)، 107-125

هدفت الدراسة الحالية إلى تسليط الضوء على هذا النموذج الفريد في تاريخ البشرية، وتقديم نبذه مختصرة عن الحياة الشخصية والعامة لهيلين كيلر ولسوليفان، واستنباط بعض الصبغات الإبداعية التي قامت بها سوليفان مع كيلر.

ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم المنهج الوصفي التحليلي، من خلال تحليل مواقف التعلم وأساليبها المختلفة التي استخدمتها سوليفان مع هيلين.

كانت سوليفان ابنة أسرة أيرلندية فقيرة، ولدت عام 1866 م، وتوفيت أمها وهي في الثامنة من عمرها، وكانت تشكو من تعب في عينيها، ولم تلق أي اهتمام من أحد. وكان ليها ايمان راسخ بأن الإنسان ومهما كان لديه من عاهات يستطيع أن يتعلم. وظلت هيلين تتذكر لهيب أصابع سوليفان التي شبهتها بالكهرباء. وألفت هيلن كتابًا كاملًا أسمته "Teacher"، وكتبت فيه الكثير عن علاقتهما، وكأن الكتاب كتب لها.

وأما هيلين فقد ولت سنة 1880 م، طفلة سليمة، ولكنها بعد أن أتمت عامًا ونصف أصيبت بحمى شدية، فقدت على أثرها حاستي البصر والسمع، وقد قامت عائلتها بلاتصال بالعالم غراهام بيل على اعتبار أنه كان معلمًا للصم، فلمس لديها ذكاءً فطريًا حادًا، فنصح عائلتها بأن تطلب له مدرسة متخصصة فحدث اللقاء مع سوليفان.

ونظرًا لفقدان هيلين للحواس الأساسية للتعلم (السمع، والبصر، والكلام)؛ فإنها ارتقت بحاستيها الثانوية (الشم واللمس) إلى الحد الأقصى.

فعن طريق حاسة اللمس استطاعت أن تكمل دراستها الجامعية، وتؤلف (16) كتابًا، وتتعرف على أمهات الكتب. وقد عاشت هيلين متسقة مع إعاقتها إلى أبعد الحدود، فلم يثبت أنها أظهرت تمردًا أو رفضًا لإعاقتها، بل كانت عباراتها تقطر أملًا وإشراقًا، وقد ساعدها ذلك في الانتصار على تلك الإعاقات، ومن أقوالها: "الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة، أو لا شيء"، "وابق وجهك في اتجاه الشمس، ولن ترى الظلال"، "ولا يحق لأحد استهلاك السعادة دون إنتاجها" وأخيرًا "لقد وهبني الله الكثير حتى أنني ليس لدي وقت للحزن على ما حرمني إياه".

ولقد كانت سوليفان مبدعة في تعاملها مع هيلين، إبداع يمكن من خلاله اعتباره نموذجًا لمعلمي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ويمكنهم في ضوئه استنباط الكثير من الممارسات، ومن أهمها:

  1. بهجة التعلم: "فالحزانى لا يصنعون الحضارة".
  2. التعلم بالطبيعة "وهنا، وأنا جالسة على العشب تلقيت أول دروسي حول أساليب الطبيعة، إذ مضت سوليفان تشرح لي ..."
  3. البدء بتعلم أسماء الأشياء "وعلم آدم الأسماء كلها".
  4. الانتقال من البسيط للمركب ومن الحسي للمعنوي.
  5. التعلم باللعب: فاللعب هو الحقيقة الوحيدة في حياة الطفل. وقل لي، وسوف أنسى، وأرني، وقد أتذكر، وأشركني، وسوف أفهم.
  6. تربية الجمال في نفس المتعلم: سأل رجل أرسطو: ما الفائدة من دراسة الجمال؟ فأجاب: هذا سؤال رجل أعمى.
  7. إنتزاع المعرفة من المتعلم: قال جون ديوي: "إن المعرفة في أحسن صورها تلك التي تنتزع من عقل التلميذ انتزاعًا لا أن نسكب فيه".
  8. استخدام لغة الجسد: قال أبو حامد الغزالي: "عين التلميذ معقودة بأستاذه".
  9. التربية بالحب: "إن أسوأ ما يصيب الإنسان أن يكون بلا عمل أو بلا حب".

لقد كانت سوليفان تعبر عن مشاعرها تجاه هيلين كلما واتتها الفرصة، فعلى سبيل المثال كانت تكتب لها في كفها "أحبك يا هيلين".

التحديث: سبتمبر. 30, 2016
الطباعة
التعليق

مشاركة:

تعليقات عبر الفيسبوك:

إضافة تعليق: