المصدر: موقع تعليم جديد، 2019
(تمت مراجعته من قبل فريق البوابة)
في هذا المقال وبصورة تدريجية محاولة لفهم الأسس الفلسفية والنظرية التي يرتكز عليها نَهج الفصول المقلوبة، ثم يتعرض لأبرز التحولات التقنية والأيديولوجية التي قادت لبروز الأشكال الأولية من هذا النهج، حتى ينتهي إلى الممارسات الحالية من واقع الأدب البحثي في الموضوع.
تعتمد الفكرة الرئيسة لنهج الفصول المقلوبة على عكس المبدأ المعتاد والتقليدي الذي يتم فيه تقديم الدرس في لقاء صفي وجهًا لوجه وإعطاء الواجب في المنزل، فيتم تقديم الدرس للمتعلمين بصورة أساسية على شكل درس فيديو عبر شبكة الإنترنت مع إمكانية وجود أشكال إضافية أخرى للمحتوى ليتمكنوا من مطالعتها عبر أجهزتهم الرقمية في أي وقت ومن أي مكان، فيما يتم تخصيص وقت الدرس للقيام بأنشطة متمركزة حول المتعلم مثل أسلوب حل المشكلات أو مجموعات النقاش وحل الواجبات.
إن تطبيق نهج الفصول المقلوبة يُتيح الجمع بين النهج القائم على التدريس المباشر وبين النهج المتمركز حول المتعلم بطريقة تساعد المعلمين والمتعلمين معًا على الاستفادة من نقاط القوة في كل نهج دون أن يكون هناك تعارض بينهما، ويرتكز هذا النهج على أسس فلسفية وأسس نظرية.
إن ما حصل من التطورات التكنولوجية أدت إلى سهولة توصيل الفيديو عبر شبكة الإنترنت للمستخدمين، في وقت بدأ فيه المحتوى التعليمي المجاني عبر الإنترنت يزداد بصورة مطردة، وأصبحت الأدوات متاحة للمعلمين للبدء في توصيل المحتوى التعليمي خارج وقت الدرس.
أشارت التجارب السابقة إلى أن منهجية الفصول المقلوبة كانت مستخدمة لسنوات طويلة في مختلف تخصصات التعليم العالي ولكن بأشكال وأسماء مختلفة، وإن نهج الفصول المقلوبة ليس عبارة عن نموذج موحد متفق عليه، فهو ليس مُنتجا ماديًا بل فكرة منهجية.
ومع ذلك ما زال نهج الفصول المقلوبة يُشكل موضوعًا جاذبًا للباحثين، وبأن التباين الموجود بين الدراسات والتجارب التي تناولت هذا النهج لا ينبغي أن يشتت المعلمين عن أهدافهم التعليمية التي خططوا لها بصورة جيدة، فليس من الضروري أن يكون النهج مُناسبًا لجميع المراحل الدراسية، أو لجميع المواد الدراسية، بل قد يكون النهج مُلائمًا لبعض موضوعات المادة نفسها دون غيرها، أو لفئة بعينها دون غيرها، وهذا ما يفتح ويزيد من التساؤلات أمام الباحثين حول أثر استخدام النهج على متغيرات أخرى مثل الدافعية وأثر بقاء التعلم والاتجاهات وغيرها.
إضافة تعليق: